شكلت السيرة النبوية الشريفة محور محاضرة نشطها يوم الأحد بالمجلس الإسلامي الأعلى (الجزائر العاصمة) الأستاذ الجامعي سعيد رحماني تناول فيها القيم و الأبعاد الإنسانية و الأخلاقية والاجتماعية لسيرة الرسول محمدعليه الصلاة و السلام. وذكر الأستاذ رحماني في محاضرته بعنوان "السيرة النبوية بين القدوة والحجة" بأن "باحثين اهتموا بمضامين السيرة النبوية العطرة ومواصفات النبي معتبرين إياها دليلا ناصعا وقويا و قاطعا على صدق محمد و الوحي المنزل عليه". وفي هذا المعنى ذكر الأستاذ رحماني بأنه عند دراسة السيرة النبوية "نستخلص حتما بأنها فريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء" مضيفا أن النبي محمد (ص) "ليس بالإنسان العادي إنما رسول من عند الله كان يوحى إليه". وتابع قائلا: "القرآن الكريم يبين لنا بأن الرسول محمد على خلق عظيم وهو بمثابة النموذج الاعلى للأخلاق" مشيرا إلى أن السيرة النبوية "تجربة غنية بأحداثها ومتنوعة بمعطياتها وزاخرة بمعلوماتها و هي عبارة عن تطبيق لتعاليم الإسلام (...) و المرجع الأساسي للمسلمين في حياتهم". وذكر المحاضر -وهو أستاذ محاضر بكلية الشريعة الإسلامية بالجزائر العاصمة- أن العديد من العلماء الغربيين إعترفوا بعد دراستهم للسيرة النبوية الشريفة أن الرسول محمد (ص) "يعد نموذجا متكاملا للتسامح والرحمة والرفق والأخلاق والإنسانية", مضيفا بأن "قيم الإنسانية وكمال سلوك الإنسان تتجسد في سيرة النبي محمد (ص)". وبخصوص الاحتفال بالمولد النبوي الشريف قال الأستاذ رحماني إنها مناسبة لإستحضار الجوانب الأخلاقية والسلوكية للرسول الكريم مشددا على أن الإحتفال بالمفرقعات و البذخ والجوانب الصاخبة "طريقة لا تنسجم مع مضمون السيرة النبوية الشريفة".