دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين و حرس دار الرئاسة اليمنية في صنعاء حيز التنفيذ مساء الاثنين بعد ساعات من الإشتباكات التي اعتبرت الأشد حدة منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة في سبتمبر الماضي. وجاء قرار وقف إطلاق النار ابتداء من الرابعة والنصف عصرا بالتوقيت المحلي بناء على ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة الرئاسية التي تم تشكيلها اليوم لمتابعة وقف إطلاق النار برئاسة مستشار رئيس الجمهورية اليمنية صالح الصماد. وكانت اللجنة التي تشكلت اليوم قد عقدت أول اجتماعاتها بتشكيلها الذي يتكون من اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع واللواء جلال الرويشان وزير الداخلية وصالح الصماد مستشار الرئيس اليمني عن الحوثيين ومهدي المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله. ويأتي القرار بعد أن خاض الحوثيون معارك بالمدفعية مع الجيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص و45 مصابا وفقا لتقرير صدر عن وزارة الصحة اليمنية. الحوثيون يسيطرون على دار الرئاسة ووسائل الإعلام وتمكنت جماعة الحوثي يوم الاثنين من السيطرة على معسكر جبل النهدين المطل على دار الرئاسة اليمنية جنوبصنعاء فيما اعتبر محاصرة للقصر الرئاسي كما سيطروا على وسائل إعلام . وقال القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي أن اللجان الشعبية تسيطر على جبل النهدين المطل على دار الرئاسة مضيفا أن مسلحي اللجان يسمحون لجنود الحماية الرئاسية بالنزول من جبل النهدين بسلاحهم الشخصي وأغراضهم الخاصة. وفي ذات السياق قال مستشار رئيس الجمهورية اليمنية فارس السقاف إن "هذه مواجهات ومحاولات من جانبهم ولكنهم لم يصلوا إلى الرئاسة أو الإطاحة بالرئيس وهم يحاولون من خلال هذه الأمور الحصول على المزيد من صلاحيات الدولة". وقال "إن ما يحدث من حصار وهجوم على أماكن متعددة في اليمن يقوض اتفاق السلم والشراكة ونحن لا نملك إلا إلى الرجوع لهذا الاتفاق حتى نصل إلى حل للعديد من المشاكل والصعوبات". من جهتها، أعلنت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف أن "الفضائية اليمنية الرسمية (قناة اليمن الأولى) ليست تحت سيطرة الدولة ولا وكالة سبأ الرسمية" مشيرة إلى أن "الحوثيين سيطروا عليهما تماما ويرفضون نشر بيانات الدولة لذا أنا كوزيرة إعلام أرفع الشرعية عنهما". كما تعرض موكب رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في خضم الأحداث لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين حوثيين في شارع الزبيري في صنعاء خلال خروجه من اجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي ومستشاره عن الحوثيين صالح الصماد دون أن يتعرض لأذى. وكانت رئاسة الجمهورية اليمنية قد دعت في وقت سابق اليوم إلى وقف فوري لإطلاق النار وتهدئة الوضع للحفاظ على الأمن والسكينة العامة وإتاحة الفرصة للحوار لحل أي قضايا بعيدا عن استخدام لغة العنف. وتسعى جماعة الحوثي إلى الضغط على الحكومة اليمنية لتغيير مشروع الدستور حيث تعارض بشدة تقسيم البلاد في إطار نظام اتحادي إلى 6 أقاليم 4 في الشمال و2 في الجنوب. كما تسعى على ما يبدو إلى تعزيز سلطتها في صنعاء التي دخلتها في 21 سبتمبر وهي تسيطر حتى الآن على القطاعات الرئيسية والمباني الرسمية. إيقاف النفط في شبوة وحضرموت إثر خطف مدير مكتب الرئاسة وساد التوتر العاصمة منذ السبت الماضي اثر خطف مدير مكتب الرئاسة أحمد بن مبارك المنحدر من شبوة والذي يتولى تمثيل الجنوب في الحوار الوطني الذي نظم لصياغة مشروع دستور جديد للبلاد. فقد اعترض مسلحون حوثيون سيارة بن مبارك أمام حاجز لهم في حي حدة جنوبصنعاء واقتادوه إلى مكان مجهول. وعلى إثر ذلك حذر محافظ شبوة الواقعة جنوب اليمن أحمد علي بلحاج من أن انتاج النفط سيتوقف بدءا من منتصف ليل الأحد 18 يناير ما لم يتم الإفراج عن مدير مكتب الرئيس اليمني المحتجز لدى الحوثيين. وقال أن هذا القرار يهدف إلى التعبير عن تضامن المحافظة مع أحمد عوض بن مبارك. وفي محافظة حضرموت المجاورة أوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الإنتاج أيضا تضامنا مع بن مبارك كما ذكر مسؤول في القطاع النفطي. وتؤدي هذه التطورات إلى تعقيد مهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يواجه حتى الآن صعوبة في إرساء سلطته منذ دخل عناصر الحوثيين إلى صنعاء.