أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الأحد بتلمسان على ضرورة فتح المتاحف الجهوية للمجاهد أمام الشباب والطلبة الباحثين والمهتمين بتاريخ حرب التحرير. وألح الوزير خلال تصريح للصحافة في اليوم الثالث من زيارته للولاية على تكييف أوقات فتح هذه المرافق لتكون مناسبة للزوار حتى يتسنى لهم الوقوف عن كثب على شواهدها التاريخية المعبرة عما قساه الشعب الجزائري في كفاحه المرير من أجل نيل حريته مذكرا بالجهود التي تبذلها وزارته حاليا لاحصاء المعالم التاريخية المرتبطة بحرب التحريرعبر الوطن من أجل جردها ثم ترميمها كي تكون شواهد حية تعين في كتابة التاريخ. وبعد التذكير بأن مهمة كتابة التاريخ صارت حاليا من الأولويات تهم كل القطاعات والهيئات ذكر السيد زيتوني بدور وزارة المجاهدين الرائد في هذا المجال والخاص بالحفاظ على التراث التاريخي الوطني قبل أن يؤكد أن وزارته "صارت تعطي أكثر مما تطالب". وللإشارة أشرف الوزير على مراسم تدشين مربع الشهداء الجديد بمقبرة فلاوسن وتكريم بعض مجاهدي وذوي الحقوق لهذ المنطقة الجبلية التي عرفت بمعركتها الشهيرة التي دارت رحاها في 20 أفريل 1957 بين المجاهدين وقوات الإستعمار الفرنسي الذي تكبد فيها خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات كما أبرز أحد المجاهدين خلال هذا الحفل التكريمي. كما زار السيد زيتوني بناحية السواحلية مركز التعذيب "أبغاون" للمستعمر الفرنسي الذي كان يمارس فيه أبشع أشكال التعذيب والتنكيل في حق الجزائريين ليؤكد الوزير بالمناسبة أن "هذا المركز يبقى شاهدا حيا عن وحشية وغطرسة المستعمر". وبعد الوقوف على أرضية مخصصة لمشروع مركز الراحة لفائدة المجاهدين بشاطئ مرسى بن مهيدي وضع الوزير الذي كان مرفوقا بالسلطات المحلية والأسرة الثورية بمقبرة الشهداء لمغنية إكيل من الزهور كما تم تلاوة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء. هذا وسيختم الوزير زيارته لولاية تلمسان غدا الاثنين بالإشراف على افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول "مراكز التعذيب والمعتقلات بالولاية الخامسة التاريخية" الذي سيدوم يومين بحضور أساتذة جامعيين ومؤرخين وعدد من مجاهدي الولاية التاريخية المذكورة.