أبدت الجزائر رغبتها في الاستلهام من تجربة شانغهاي (الصين) لتطوير هياكلها المرفئية التي تعد عنصرا لوجستيكيا أساسيا لدعم الاستثمارات والتجارة الخارجية. هذا ما أكده الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الخميس خلال زيارته لميناء يانغشان الواقع بعرض البحر على جزر يانغشان بشانغهاي القلب النابض للاقتصاد الصيني. و أبدى من جهته الطرف الصيني ممثلا في مجموعة "شنغهاي تونغ شنغ إنفستمنت" التي قامت بالدراسة المتعلقة بالإنجاز و البناء و التي تضمن تسيير ميناء يانغشان اهتمامه و إرادته في تقاسم خبرته مع الجزائر في هذا المجال. و يذكر ان هذه الزيارة لميناء يانغشان تندرج في اطار التحضير لإنجاز المشروع الجديد لميناء الوسط الذي سيقام بين شرشال (ولاية تيبازة) و تنس (الشلف) الذي من المقرر ان تنتهي دراسة انجازه قبل نهاية مايو الداخل. ويمكن ان يستلهم مشروع ميناء الوسط الذي سيتربع على مساحة اكثر من 1.000 هكتار و يقام في مياه عميقة من تجربة ميناء يانغشان الذي يبلغ عمقه 18 متر. وقد تم انجاز هذا الميناء الذي دخل حيز الخدمة عام 2005 على جزيرة تقع على بعد 32 كلم من المنطقة الحضرية لشانغهاي ويمثل امتدادا للميناء القديم لهذه المدينة. اما بالنسبة لميناء الجزائر الجديد فسيتم تهيئته لاستقبال بواخر الجيل الجديد وبفضاءات هامة للمعالجة خاصة الحاويات الى جانب قاعدة امدادات. و يسمح الميناء المقام في المياه العميقة خاصة برسو بواخر ذات حمولة كبيرة. ويتم حاليا نقل البضائع الموجهة للجزائر من سفينة لاخرى خاصة في مينائي جياتورا(ايطاليا) وألجيزيراس (اسبانيا) لان عمق المياه في معظم الموانئ الجزائرية لاتتجاوز 11 متر. و من شان انجاز هذا الهيكل المرفئي التقليص من حدة الضغط الذي تعاني منه الموانئ الوطنية. و من المتوقع ان يتم نقل نشاطات ميناء الجزائر تدريجيا بمجرد ما يتم انجاز هذا الميناء الجديد. و تملك الجزائر 10 موانئ تجارية حيث معظمها بنيت خلال الفترة الاستعمارية و وهو ما يمثل عجزا كبيرا بالمقارنة مع الدول الساحلية.