قررت المعارضة فى غينيا ارجاء مسيرة كبيرة كانت تعتزم تنظيمها يوم الاثنين و ذلك لمنح فرصة للحوار الذي دعا اليه رئيس البلاد الفا كوندي دالان ديالو زعيم المعارضة سالو دالان ديالو للبحث عن تسوية سلمية للازمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ الاعلان فى مارس الماضي عن رزنامة الانتخابات. وفى خطوة للتهدئة و منح الفرصة للحوار قبل زعيم المعارضة "أخيرا" ملاقاة رئيس البلاد و دعا أنصاره الى تعليق مسيرة كبيرة كانت مرتقبة يوم غد الاثنين كخطوة تصعيدية ضمن سلسلة الاحتجاجات التى تشهدها العاصمة كوناكري و مدن أخرى فى البلاد تعبيرا عن رفض المسار الانتخابي المعلن. - لقاء مرتقب بين الرئيس الفا كوندي و زعيم المعارضة - و بعد رفضه دعوة من رئيس البلاد كانت مقررة يوم الجمعة للتشاور بخصوص الوضع السياسي و الاجتماعي فى البلاد احتجاجا على ما اعتبره "تضييق على أنصاره" أعلن زعيم المعارضة سالو دالان ديالو رئيس حزب " اتحاد القوى الديمقراطية" أمس السبت عن استعداده للقاء الرئيس. وصرح سالو ديالو- المنافس الابرز للرئيس الفاكوندي خلال الاستحقاق الرئاسي القادم - أن " الرئيس أراد مقابلتي بصفتي زعيما للمعارضة و لقد تناقشنا فى الموضوع (المعارضة) و انتهينا بقبول الدعوة و هكذا أكون سجلت موافقتي" من دون تحديد موعد المقابلة. و تبريرا لعدوله عن ملاقاة الرئيس الغيني فى الموعد المحدد (الجمعة) رغم اعلان قبوله فى البداية أكد ديالو أن "العنف و الضغوط" التى مارستها قوات الامن على المحتجين هو ما دفعه للعدول عن موقفه" على حد قوله مضيفا أنه "خلال احتجاجات الخميس قام رجال الامن بالاعتداء بالضرب على أحد نشطاء المعارضة كما تم عزل عدد من زعماء المعارضة و عائلاتهم طوال اليوم حتى ان لا أحد منهم تمكن من الدخول أو الخروج من مقرات سكناهم". و اعتبر زعيم المعارضة أنه " لم يكن من اللائق تلبية دعوة الرئيس يوم الجمعة عقب ما لقيناة من عنف و اهانات" على حد قوله. - المعارضة تطالب باحترام الاتفاق المبرم - و تعتبر المعارضة أن اعلان "للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة" فى مارس الماضي بأن الانتخابات الرئاسية ستجري فى 11 اكتوبر المقبل قبل الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها خلال الساداسي الاول من سنة 2016 هو بمثابة "خرق" لاتفاق أبرم عام 2013 يقضي باجراء الانتخابات المحلية أولا بعدما طال تأجيلها. و لفت الى أنه اذا لم يبد الرئيس انفتاحا بخصوص مواضيع الخلاف بين المعارضة و الحكومة فى اشارة الى اصلاح المسار الانتخابي و إعادة النظر في تشكيل المؤسسة الانتخابية ككل فان "المعركة ستسمتر الى حين تحقيق النصر النهائي". وتقول المعارضة أن اسابيع من المظاهرات أسفرت عن مقتل 12 شخصا و اصابة عدد أكبر بجروح و أستنكرت اطلاق قوات الامن الذخيرة الحية على المتظاهرين بينما تقول الحكومة أن ثلاثة أشخاص فقط قتلوا و تنفي أن تكون قوات الامن أطلقت النار على المحتجين. و أثارت التطوات السياسية و الامنية التى تشهدها غينيا قلق الولاياتالمتحدة حيث صرح مدير قسم افريقيا في المجلس الاطلسي(مجموعة للبحث مقرها واشنطن) بيتير فان ان الرئيس الغيني "لم يعد يحظى بنفس الدعم الدولي الذي كان عليه منذ أربع سنوات" مضيفا ان الولاياتالمتحدة وشركاءها الاوروبيين "اصبحوا اليوم أكثر قلقا ازاء المسار الديمقراطي" في غينيا.