يعكف وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي حاليا بالعاصمة الكويتية على دراسة السبل الكفيلة لوضع إستراتيجية مشتركة بين الدول الإسلامية لمواجهة ظاهرتي الإرهاب والتطرف في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من تصعيد خطير لظاهرة الارهاب وما ترتب عن ذلك من زعزعة لامن واستقرار العالم الاسلامي وتدهور لاقتصادياتها. ويمثل الجزائر في هذا الاجتماع وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة الذي دعا في كلمة له بالمناسبة إلى اعتماد مقاربة شاملة ضد الارهاب مؤكدا ان الجزائر تعتزم تنظيم مؤتمر دولي في جولية القادم حول اجتثاث التطرف. وكان أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح قد افتتح اعمال الدورة المنظمة تحت عنوان "الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب" ودعا بالمناسبة إلى "مضاعفة " الجهود لوضع حد للصراعات والنزاعات التي تشهدها بعض الدول الإسلامية. واشار في هذا الشان الى أن "مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا كدول اسلامية لتصحيح هذه الصورة المشوهة وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية السامية" مشيرا الى الدول الاسلامية مطالبة "بتكثيف الجهود مع العالم للتصدي لظاهرة الإرهاب التي تمارسها تلك المنظمات الإرهابية والتي هددت أمن دولنا وإستقرارنا لنحقق تطلعات شعوبنا المنشودة". أما بشأن القضية الفلسطينية فقد اكد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بان الجهود "ما زالت متعثرة والإنتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى متكررة وبناء المستوطنات مستمر ومعاناة أشقائنا متزايدة الأمر الذي نجدد الدعوة معه للمجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن لحمل إسرائيل على القبول بالسلام وإقامة الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". بدوره أكد وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير رئيس الدورة السالفة للمجلس أن ظاهرة الإرهاب والتطرف والعنف والطائفية "تأتي في مقدمة التحديات التي تواجهها أمتنا". كما اكد أن ما يحدث في اليمن الشقيق يعتبر مثالا للمأساة التي "يعيشها عدد من بلداننا الإسلامية" وأن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للأمة الإسلامية والتي أنشئت من أجلها منظمة التعاون الإسلامي داعيا الى العمل والوقوف بكل قوة وراء مطالب الشعب الفلسطيني. اما الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي إياد امين مدني فقد دعا في كلمة امام المجلس الوزاري كل المسلمين لزيارة المسجد الأقصى "لتأكيد حقهم فيه ومن أجل كسر سياسة الاحتلال الرامية لعزل المدينة المقدسة من عمقها العربي والإسلامي." واعتبر الامين العام أن هذا الامر "سيرسخ الشعور بالمسؤولية المشتركة واستنهاض الدور المأمول للمسلمين تجاه دعم المدينة وتعزيز صمود أهلها وتوصيل رسالتهم ومعاناتهم ومطالبهم إلى العالم الإسلامي بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام." وتجري الأشغال حاليا في جلسات مغلقة حيث تعقد جلسات خاصة لمناقشة كيفية وضع استراتيجية "فعالة" لمكافحة الارهاب والتطرف وكراهية الاسلام (الاسلاموفوبيا) ليقوم وزراء خارجية المنظمة على اساس ذلك بإعتماد مشاريع قرارات في هذا الشان اضافة الى ضبط كل المسائل ذات الصلة بالامور التنظيمية والتأسيسية العامة للمنظمة وبرنامج العمل العشري لها. ومن المتوقع ان يعقد فريق الاتصال الوزاري التابع للمنظمة والخاص بميانمار اجتماعا على هامش أعمال المجلس لبحث آخر تطورات الأوضاع هناك كما يعقد اجتماعات أخر على المستوى الوزاري لمناقشة التطورات الأخيرة لعملية السلام في مالي وبحث تطورات الأوضاع في الصومال ودعم خطوات التنمية وإعادة الإعمار فيه.