أكد مشاركون في الاجتماع الثالث لقادة ورؤساء الأحزاب و النشطاء الليبيين اليوم الخميس بالجزائر على ضرورة الإسراع في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا التي تعرف في الآونة الأخيرة تزايدا مخيفا للتهديدات الأمنية والإرهابية. وفي تصريح ل"واج" على هامش هذا الإجتماع الثالث من نوعه، أكد السيد عيسى التواجر، وزير التخطيط السابق في الحكومة الانتقالية وممثل عن القطاع الخاص في ليبيا أن فقرات الحوار، الذي احتضنته أمس واليوم الجزائر، هي "في الأساس تأكيد على الإرادة في الحوار والجديد هو حث المتحاورين الليبيين على الالتقاء مباشرة وجها لوجه". واعتبر السيد التواجر أن "مخرجات هذا الإجتماع إضافة ودعم قوي للحوار من أجل ايجاد حل سريع للوضع الأمني المتأزم، وتم الاتفاق على معظم الفقرات". وأضاف أن موضوع محاربة الارهاب كانت فقرة أساسية خلال هذا الاجتماع مشيرا إلى سيطرة بعض القوى المتطرفة على جزء من وسط ليبيا "وكان هذا في الحقيقة عامل توحيد جدا أكد على ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد الارهاب". وردا عن سؤال متعلق بالمؤسسات الأمنية و العسكرية قال انه "تم التأكيد على ضرورة صياغة آليات المؤسسات الأمنية بشكل أفضل في المسودة الرابعة أيضا قضية تشكيل الحكومة ومهامها، ووعد مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا السيد بيرنادينو ليون بالأخذ في عين الاعتبار هذه الملاحظات". "نحن لدينا أمل وكان هناك اتفاق بين ممثلي المجتمع المدني وممثلي الأحزاب السياسية على ضرورة التوصل إلى حل عاجل" كما أكد نفس المتحدث. أما السيد عبد الله عثامنة المستشار السياسي لرئيس البرلمان بطبرق فإنه أظهر نوع من الخوف وقال أن "الأطراف الليبية ليست كلها على درجة عالية من الوعي بخطر الارهاب في ليبيا". وتابع قائلا "أصبح الأمر أكثر من الضروري في ايجاد حل بالنظر إلى تزايد التهديد الأمني في ليبيا والذي ينعكس على دول الجوار". وأضاف ان "الإجتماع أكد على وجوب تحديد معايير ومواصفات الحكومة". وفي سؤال متعلق بحظوظ نجاح الحوار الليبي قال السيد عثامنة أن "التفاؤل موجود لكن مستوى تنازلات الأطراف الليبية ليس بحجم مستوى التهديد الإرهابي الذي تواجهه اليوم ليبيا". ومن جهته قال سيف النصر أبو عجيلة ممثل عن حزب الجبهة الوطنية أنه "قد تم تجاوز جزء أساسي فيما يتعلق بالخلاف الموجود بين الأطراف الليبية حول المسودة الثالثة". وقال أن "المسودة السابقة كانت خيبة أمل ومخرجاتها لم تعكس مجرى الحوار الذي انطلق منذ ديسمبر الماضي. نعتقد أننا تجاوزنا هذا الأمر وهدفنا اليوم هو الإتفاق حول مسودة رابعة قابلة لأن تجمع كل الأطراف السياسية حولها. الحل السياسي ليس هو الحل في حد ذاته وإنما هو بداية الحل''. ويرى السيد أبو عجيلة أن "المسودة الرابعة يجب أن تكون آخر المسودات وهذه الجولة من الحوار هي كذلك الأخيرة". وأكد المتحدث أن "التوصل لهذا الإتفاق أمر أساسي لكي نمهد الطريق لحكومة وحدة وطنية لمواجهة التحديات" التي تواجه اليوم ليبيا أكثر من أي وقت مضى خاصة مع تزايد التهديد الإرهابي الذي سيطر على بعض المناطق. وفي سؤال متعلق بمحاربة الإرهاب في ليبيا الذي قد بلغ حدود مخيفة في الآونة الأخيرة قال السيد أبو عجيلة أن "المشاركين ناقشوا تحدي الارهاب الذي يعتبر واقع مرير يواجه الليبيين والمنطقة بصفة عامة". وأختتمت اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أشغال الاجتماع الثالث لقادة ورؤساء الأحزاب و النشطاء الليبيين تحت رعاية الأممالمتحدة وبحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. وتوج هذا الاجتماع الثالث الذي يأتي في إطار مسار الحوار الذي أطلقته بعثة الأممالمتحدةبالجزائر منذ شهر مارس الماضي ببيان يتمثل في نداء المشاركين للعودة إلى السلم و المصالحة في ليبيا وذلك من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.