أحيت ولاية تيسمسيلت يوم الخميس الذكرى ال54 لاستشهاد البطل الجيلالي بونعامة المدعو سي امحمد قائد الولاية الرابعة التاريخية خلال الثورة التحريرية المجيدة. وتميزت مراسيم إحياء الذكرى التي احتضنتها بلدية برج بونعامة مسقط رأس الشهيد بحضور السلطات الولائية ونائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية عبد القادر بوقدوم ومجاهدين قدموا من عدة ولايات حيث تم رفع العلم الوطني والاستماع الى النشيد الوطني وتلاوة فاتحة القرآن الكريم ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة ووضع باقة من الزهور بالنصب التذكاري لمقبرة الشهداء عين بعلاش. وقد تم بالمناسبة تكريم عائلة الجيلالي بونعامة وعدد من المجاهدين والتلاميذ النجباء فضلا عن تنظيم معرض لصور هذا البطل وبعض الأسلحة التي كانت تستعمل إبان ثورة التحرير. وأبرز رفيق الشهيد المجاهد الحاج الحسين خلال ندوة تاريخية خصال سي امحمد وشجاعته أمام المستعمر الفرنسي الذي لم يتمكن من النيل منه والتقليص من عزيمته بعد اغتيال والديه وتوقيف أخيه الأكبر وتهديم منزلهم. ومن جهته أشار الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين تواق رضوان إلى أنه كان للشهيد بونعامة مهارة كبيرة في تنظيم الولاية الرابعة التاريخية عسكريا وسياسيا وفي مجال الاتصال. وأبرز نائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية عبد القادر بوقدوم بأن الشهيد الجيلالي بونعامة كان يمتاز بشخصية قيادية ذكية وبحنكته العسكرية والسياسية. و للتذكير ولد الجيلالي بونعامة في عام 1926 بدوار بني هندل بالبلدية التي تحمل حاليا إسمه. وقد انخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946 مسؤولا على قسم بوقايد ليصبح بعد ذلك ممثلا للحركة بالناحية ثم عضو في المنظمة الخاصة. وفي سنة 1951 نظم إضرابا لعمال المناجم لبوقايد التي كان يعمل بها دام خمسة أشهر و كان له صدى كبيرا حتى في فرنسا. وقد شارك في التحضير للثورة التحريرية بمنطقة الونشريس والشلف رفقة الشهيد أحمد عليلي المدعو سي البغدادي تحت إشراف سويداني بوجمعة. وبعد اندلاع الكفاح المسلح اعتقل من طرف المستعمر ليطلق سراحه في آواخر 1955 وتفرض عليه الإقامة الجبرية بوهران قبل أن يتمكن من الفرار. وخطط الشهيد وشارك في العديد من العمليات العسكرية ليتولى قيادة الولاية الرابعة التاريخية عقب استشهاد العقيد سي امحمد بوقرة. وقد سقط في ميدان الشرف مع أربعة من رفقائه في 8 أوت 1961 بمركز القيادة بمدينة البليدة في معركة غير متكافئة مع قوات المستعمر وبعد استماتة بطولية.