أحيت بلدية برج بونعامة الذكرى ال52 لاستشهاد الرائد الجيلالي بونعامة بحضور رئيس جمعية "مشعل الشهيد" محمد عباد ورفيقي الشهيد الرائدين لخضر بورقعة وعمر رمضان وعدد من مجاهدي الولايتين التاريخيتين الرابعة والخامسة. وقرئت بالمناسبة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الطاهرة بمقبرة الشهداء "عين بعلاش" (بلدية برج بونعامة) وكذا تنظيم معرض بالمركز الثقافي تضمن عرض صور للشهيد الجيلالي بونعامة وأسلحة كانت تستعمل إبان ثورة التحرير المجيدة. وفي تدخله خلال ندوة نظمت أمس الثلاثاء بالمناسبة أشار الرائد لخضر بورقعة، عضو مجلس الولاية الرابعة التاريخية، أن الشهيد الجيلالي بونعامة "كان يمتاز بشخصية قيادية ذكية استطاع بحنكته العسكرية والسياسية الكبيرتين قيادة الولاية الرابعة ببراعة ومهارة كبيرتين". ومن جهته، تطرق الرائد عمر رمضان إلى ظروف مقتل الشهيد الجيلالي بونعامة، مبرزا في هذا الشأن احتمالين أحدهما يتمثل في أنه لم يكن قد دخل مركز البليدة يوم استشهاده والثاني أنه كان مسجونا بمعتقل عسكري بنواحي بالبليدة وقام الجيش الاستعماري بتعذيبه حتى الموت. وقد ولد الجيلالي بونعامة المعروف باسم ‘'سي أمحمد'' يوم 16 أفريل 1926 بدوار ‘'بني هندل'' بقرية ‘'موليار سابقا'' بولاية تيسمسيلت التي حملت اسمه بعد الإستقلال وزاول دراسته الابتدائية بمسقط رأسه قبل أن يطرد مبكرا سنة 1939 ليعمل بدكان والده ببلدة بوقايد ثم بمنجم الجبل القديم (بوقايد). واضطر بونعامة لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية في سنة 1944 بالهند الصينية ليعود بعد ذلك إلى عمله بالمنجم وهو مهيأ للعمل السياسي والعسكري فانخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946 مسؤولا على قسم بوقايد ليصبح بعد ذلك ممثلا للحركة بالناحية ويختار بعدها عضوا في صفوف المنظمة الخاصة. وفي سنة 1951 نظم إضرابا لعمال المناجم دام خمسة أشهر كان له صدى كبير حتى في فرنسا. وحضر فعاليات مؤتمر ‘'هورنو'' ببلجيكا في جويلية 1954. وبعد عودته إلى أرض الوطن شارك في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية بمنطقة الونشريس والشلف رفقة الشهيد أحمد عليلي المدعو ‘'سي البغدادي'' وتحت إشراف سويداني بوجمعة. وبعد اندلاع ثورة نوفمبر 54 سارعت القوات الاستعمارية إلى اعتقاله بعد تعرفها على تحركاته المكثفة ليطلق سراحه في آواخر سنة 1955 وتفرض عليه الإقامة الجبرية بوهران فيلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بجبل بيسا (تنس) بعد تمكنه من الفرار. وفي مدة قصيرة تمكن من جعل جبال الونشريس معقلا لجيش وجبهة التحرير الوطني. وقد خطط الشهيد للعديد من العمليات العسكرية وشارك فيها مما مكنه من أن يصبح عضوا بمجلس الولاية الرابعة سنة 1958 وتقلد رتبة رائد إلى جانب العقيد سي أمحمد بوقرة قائد الولاية ليتولى بعد استشهاد هذا الأخير قيادة الولاية الرابعة ويشرع في إعادة تنظيم صفوف جيش التحرير الوطني بالمناطق الجبلية ويختار مدينة البليدة كمركز لقيادة الولاية التي خطط بها لتنظيم مظاهرات شعبية عارمة في ديسمبر 1960 وأخرى في جويلية 1961. واستشهد البطل بونعامة وأربعة من رفقائه ليلة 8 أوت 1961 وهو يؤدي عمله بمركز القيادة بقلب مدينة البليدة (باب خوخة) في معركة غير متكافئة وبعد استماتة بطولية. وعلى هامش إحياء هذه الذكرى، أعلن رئيس جمعية "مشعل الشهيد"، السيد محمد عباد، أن جمعيته برمجت ملتقيات وندوات حول وقائع ثورة التحرير المجيدة بمنطقة الونشريس ستستهدف المؤسسات التربوية لولاية تيسمسيلت بدءا من الدخول المدرسي المقبل. وأضاف السيد محمد عباد أن الجمعية ستقوم بدعوة عدد من المجاهدين الذين شاركوا في عدة معارك شهدتها منطقة الونشريس (تيسمسيلت) لتنشيط هذه الملتقيات والندوات، مبرزا أن هذه المبادرة ستجسد بالتنسيق مع المديرية الولائية للتربية بهدف إطلاع تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة على أهم الأحداث والوقائع التاريخية التي عاشتها منطقة الونشريس خصوصا ببلديات برج بونعامة والأربعاء ولرجام وثنية الحد خلال فترة ثورة التحرير المجيدة.