سيلتحق أزيد من 8 ملايين تلميذ مسجلين في الأطوار التعليمية الثلاث (ابتدائي ومتوسط وثانوي) الأحد المقبل بمقاعد الدراسة عبر كامل التراب الوطني، بمناسبة الدخول المدرسي 2015-2016، و سيكون الدرس الافتتاحي تحت عنوان "التضامن بكل أبعاده". وحسب أرقام وزارة التربية الوطنية سيلتحق 8.112.475 تلميذ بمقاعد الدراسة موزعين كالتالي:4.109.964 تلميذ في الطور الابتدائي و 2.666.227 تلميذ في الطور المتوسط و 1.336.884 تلميذ في الطور الثانوي يؤطرهم أزيد من 400.000 أستاذ. و لحساب هذا الموسم الدراسي بلغ عدد الهياكل القاعدية الجاهزة 25.946 مؤسسة تربوية منها 18.350 مدرسة ابتدائية، و5.346 متوسطة فضلا عن 2.250 ثانوية. وقد أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت في تصريح عشية الدخول المدرسي ان هذا الاخير سيكون "هادئا" نظرا ل"روح المسؤولية" و"الوعي الكبير" الذين تحلت بهما النقابات العشرة في اجتماعها نهاية شهر أغسطس الماضي. من جانبها التزمت وزارة التربية الوطنية ب"تحقيق أهم المطالب" التي تضمنتها المحاضر الرسمية للاجتماعات مع النقابات التي تم التوقيع عليها في شهر مارس الماضي. و من بين أهم المطالب التي التزمت الوزارة بتحقيقها تنظيم امتحان مع الدخول المدرسي لترقية 45 ألف أستاذ في الأطوار التعليمية الثلاث والتحويل التلقائي للمناصب لترقية الأساتذة الذين كانوا موصوفين ب"الآيلين للزوال". كما ركزت السيدة بن غبريت على ثلاثة مبادئ تراهن عليهم الوزارة لضمان حسن سير السنة الدراسية و يتعلق الأمر ب"المواطنة والإنصاف و النوعية". و في هذا الشأن تحرص الوزارة على تنفيذ جملة من الإجراءات البيداغوجية و يتعلق الأمر بالاهتمام بالطور الابتدائي باعتباره أساس تعلم الطفل و لا سيما التركيز على تعميم التعليم التحضيري على مستوى كل الولايات إلى غاية سنة 2017. و مما يميز هذا الدخول توسيع تدريس اللغة الأمازيغية، حيث انتقل تدريسها من 11 ولاية إلى 20 ولاية و الاهتمام باللغة العربية و الرياضيات إلى جانب اللغات الأجنبية. أما فيما يخص الكتاب المدرسي سيكتشف التلاميذ بحلول الموسم الدراسي الجديد كتاب موحد للنشاطات العلمية وأخر خاص بالنشاطات اللغوية والاجتماعية الشيء الذي سيمكن من تخفيف ثقل المحفظة على التلاميذ من جهة ويسهم في إضفاء تنسيق و تكامل بين المناهج البيداغوجية. و في هذا المقام قام الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية بطبع 55.500.000 نسخة تضم 167 عنوانا للموسم الدراسي 2015-2016 ،في حين سيستفيد قرابة 4 ملايين و 300 الف تلميذ من مجانية الكتاب المدرسي أي ما يعادل نصف عدد المتمدرسين. كما تم إدراج لأول مرة كتاب التعليم الآلي خاص بتلاميذ الطور الثانوي بحيث ستعمل الوزارة على تعميمه مستقبلا على كافة الأطوار التعليمية. أما فيما يخص النوعية فستعمد الوزارة على تكوين كل الفرق التربوية سواء الأساتذة و المفتشين و المدراء. و بخصوص تكريس المواطنة، سيتم ترسيخ الانتماء إلى الهوية الجزائرية من خلال الدروس التي سيتضمنها الكتاب المدرسي بادراج نصوص لأكبر عدد ممكن من الكتاب و المؤلفين الجزائريين، فضلا عن ترسيخ ثقافة زيارة المعالم التاريخية تجسيدا للاتفاقيات الموقعة مع وزارة الثقافة. من جهة أخرى، سيتم خلال هذا الدخول المدرسي عقلنة تسيير الزمن المدرسي من خلال تطبيق 32 أسبوعا على الأقل من النشاط الفعلي و ترقية شعب الرياضيات وتقني رياضي و تشجيع إنشاء جمعيات اولياء التلاميذ على مستوى جميع المؤسسات التربوية. أما بشأن الجزائر إلغاء امتحان نهاية الطور الإبتدائي مثلما روج له في بعض وسائل الإعلام الوطنية فأوضح مسؤولون بوزارة التربية الوطنية أنه لن يتم الغاء امتحان نهاية الطور الابتدائي . وحسب مدير التعليم الابتدائي و المتوسط فاتيح مراد محمد فان القانون التوجيهي للتربية الصادر سنة 2008 "واضح" في هذا الشأن، حيث تنص المادة 49 منه الى "تتوج نهاية التمدرس في التعليم الابتدائي ،بامتحان نهائي يخول الحق في الحصول على شهادة نجاح(..)" وحسب نفس المسؤول " لا يمكن إلغاء امتحان رسمي" ، في حين سيتم مساعدة التلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان نهاية التعليم الابتدائي ل"تجاوز حالة القلق والخوف والارتباك" لديهم أثناء الامتحان وذلك بمساعدة المختصين في علم النفس والبيداغوجيا.