اشاد رئيس مجلس الشيوخ البولوني بوغدان بوروسيفتش خلال لقائه مع وزير الصناعة و المناجم عبد السلام بوشوارب اليوم الثلاثاء بدور الجزائر التي "تسعى إلى ضمان استقرار" المنطقة. في هذا الشأن صرح المسؤول البولوني قائلا "نثمن ببولونيا الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل استقرار المنطقة و استتباب الأمن بها". كما أردف يقول أن الجزائر ليست فقط بلدا مستقرا بل أيضا بلد يلعب دورا فعالا في تحقيق الاستقرار بالبلدان المجاورة لا سيما بمالي و ليبيا على حد قوله. و قد شجع هذا الوضع البولونيين على تعجيل مسارات التعاون مع الجزائر معتبرا بأن العلاقة بين البلدين " تشهد تطورا مستديما" على الصعيدين السياسي و الاقتصادي. كما دعا المسؤول البولوني الجانب الجزائري الى المشاركة في تنويع مصادر التموين من أجل ضمان الأمن الطاقوي لأوروبا. في هذا الصدد جدد السيد بوشوارب أمل الطرف الجزائري في الاستفادة من المحطة الرئيسية الجديدة للغاز بشمال بولونيا بطاقة 3 مليار متر مكعب سنويا من أجل تصدير الغاز الطبيعي المميع بأسعار مناسبة. كما أن البولونيين مدعوون للمساهمة في المشاريع المدرجة في المخطط التنموي لقطاع المناجم بالجزائر لاسيما مصانع الفوسفات الثلاثة التي ستسمح برفع الانتاج الوطني الخاص بهذه المادة الأولية من 5ر1 الى 7 مليون طن سنويا. و من بين المشاريع الأخرى المقترحة على البولونيين استغلال حقل غار جبيلات (تندوف) و التنقيب عن موارد منجمية بالجنوب الكبير على غرار النيكل و الأورانيوم و النحاس. و تضاف الى ذلك الفرص العديدة للشراكة في قطاعات الميكانيك و الالكترونيك و الصناعات الغذائية و الفلاحة و البناء و الاشغال العمومية و الري. من جهة أخرى أوضح السيد بوشوارب قائلا " نريد تنويع اقتصادنا الوطني و نحن نعتقد أنه بامكان البولونيين أن يكونوا شركاء هامين لمرافقتنا في هذا المسار". كما ترغب الجزائر في اعادة بعث نموها الصناعي من خلال شراكات تعود بالمنفعة على الجانبين مع الاستفادة خاصة من استقرارها مقارنة بالبلدان الاخرى في المنطقة. من جهة أخرى أكد الوزير "لا يصدر بلدنا الكثير من المنتجات لكنه مصدر كبير للاستقرار و السلم". و قد ذكر الوزير في هذا الشأن بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل وقف تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا. من جهة أخرى اشار السيد بوشوارب أن " الجزائر حصن منيع يحول دون الهجرة غير الشرعية القادمة من البلدان المجاورة و ذلك يكلفنا الكثير كما أننا نريد أن تثمن هذه الجهود". و قد أجرى الوزير محادثات مع رئيس فيدرالية المستخدمين في بولونيا أندزيتش مالينوفسكي حول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية من خلال تدعيم التبادلات بين منظمتي أرباب العمل بكلا البلدين. و خلال هذا اللقاء أعرب السيد مالينوفسكي عن اهتمام منظمة أرباب العمل التي يرأسها و هي الأهم في بولونيا في التنسيق مع المؤسسات الجزائرية من أجل ايجاد فضاءات للشراكة المثمرة.