تندرج المؤشرات التنموية لولاية بسكرة التي تتأهب لاستضافة أشغال الثلاثية (حكومة وأرباب العمل ونقابة) يوم الأربعاء في صلب أولويات الحكومة في مجال التنمية متمثلة في قطاعات الفلاحة والصناعة والسياحة. ففي قطاع الفلاحة تتجلى القدرات الهائلة لهذه الولاية من خلال تواجد 1,7 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية وهو ما يعادل 77 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية التي تقدر بحوالي 2,2 مليون هكتار وكذا ثروة نخيل تقارب 4,5 مليون نخلة ذات إنتاج متصاعد بصفة قياسية من سنة لأخرى وذلك لأنه من المتوقع أن يتم إنتاج أكثر من 4 ملايين قنطار هذا الموسم من التمر. وفي شق الثروة الحيوانية تتمتع الولاية بمسارات شاسعة للرعي لاسيما بإقليم الزيبان الغربية ب 1 مليون رأس من الأغنام من سلالة أولاد جلال ذات السمعة العالمية و 200 ألف رأس من الماعز زيادة على حوالي 4 آلاف رأس من الأبقار و3 آلاف رأس من الإبل. وسمحت المكاسب في حقل الموارد المائية المعبأة الموجهة للري الفلاحي ببلوغ عتبة 104 آلاف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة المسقية بصفة منتظمة حيث أن أهم المنشآت التي تضمن المياه السطحية تتمثل في سد منبع الغزلان بسعة 55 مليون متر مكعب وسد فم الغرزة ب14,7 مليون متر مكعب إلى جانب 7700 نقب مائي لتوفير الموارد المائية الجوفية. 15 منطقة نشاطات ومنطقتين صناعتين لتعزيز الصناعة وفي سبيل ترقية القطاع الصناعي تم وضع في متناول حاملي المشاريع أوعية عقارية متمثلة في 15 منطقة للنشاطات ومنطقة صناعية واحدة مع برمجة إنجاز منطقة صناعية جديدة بإقليم بلدية أوماش على مساحة 200 هكتار قابلة للتوسعة واقتراح استحداث 5 مناطق جديدة للنشاط عبر تراب الولاية. ويرتكز النسيج الصناعي بهذه الولاية على وجود شبكة مؤسسات لصناعة مواد البناء كالآجر الأحمر والجبس وكذا الصناعات الغذائية من ذلك المطاحن ووحدات المياه المعدنية وتوضيب التمور وأيضا النسيج وتحويل البلاستيك فيما تخص المشاريع العملاقة للولاية مصنعين جديدين لإنتاج الاسمنت بطاقة إنتاج إجمالية تقارب 4 ملايين طن سنويا. وفي هذا السياق يتمثل كسب رهان الاستثمار في جلب أكبر عدد من المستثمرين بفضل حزمة التدابير التحفيزية البنكية و الجبائية و الضريبية التي تمت صياغتها من أجل تحسين مناخ الأعمال بالبلاد. وتظهر المعطيات البيانية المستقاة لدى مصالح الولاية حول وضعية الاستثمار بأنه تم في غضون السنة الجارية (2015) اعتماد 791 ملف استثماري مقسمين عبر عديد القطاعات من ذلك على سبيل المثال الصناعة (265 مشروع) والفلاحة (206 مشاريع) والبناء و الأشغال العمومية و الري (108 مشاريع) والخدمات (66 مشروعا). السياحة : جني أكبر قدر من الفوائد بفضل المؤهلات الاستثنائية وتعيش منطقة الزيبان في مجال السياحة حالة انتعاش حقيقية يعكسها ازدهار التجربة الجريئة في تشجيع السياحة الداخلية التي تستقطب نحو مائة ألف سائح نحو المنطقة سنويا زيادة عن 5 آلاف سائح أجنبي ووجود 59 مشروع استثماري سياحي مسجل وحظيرة فندقية ب14 فندقا و6 مناطق للتوسع السياحي. وتتميز الولاية التي تتطلع نحو تبوؤ مكانة وجهة سياحية بامتياز في الآفاق المستقبلية بتواجد مؤهلات سياحية ذات أنماط متعددة من ذلك السياحة الجبلية و الواحاتية والعلاجية والدينية فضلا عن فضاءات التخييم في الهواء الطلق وثراء الأكلات الشعبية والمناظر الطبيعية الخلابة على غرار مضيق القنطرة ومنعرجات مشونش وشرفات أحشان وكهوف جمورة. ولا يخلو ميدان الصناعة التقليدية من ملامح نمو واعدة يمكن رصدها انطلاقا من المبادرة في اتجاه تصنيع المادة الأولية للفخار والخزف التقليدي لأجل الاستغناء عن استيرادها وأيضا مرافقة الحرفيين لاقتحام جوانب جديدة في مجال الصناعة التقليدية منها على وجه الخصوص إنجاز منتجات يدوية متنوعة من مشتقات النخيل. وعلى العموم بإمكان بسكرة هذه الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد بتعداد سكاني يقارب 750 ألف نسمة موزعين عبر 33 بلدية والتي تزخر بمؤهلات هائلة تنمية قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة و تحقيق الوثبة الاجتماعية والاقتصادية المنشودة. بقلم : سليم ساته