تزايد القلق الدولي حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان كوريا الشمالية القيام بتجربة "ناجحة" لقنبلة هيدروجينية دفعت مجلس الأمن الدولي إلى تخصيص جلسة طارئة اليوم الأربعاء لبحث تداعيات هذا الأمر الذي من شأنه أن يؤجج الوضع في المنطقة. و سيعقد مجلس الأمن إجتماعا طارئا خلف الأبواب المغلقة، اليوم لبحث تداعيات إجراء "أول تجربة ناجحة" لقنبلة هيدروجينية قامت بها كوريا الشمالية. و قالت أنها أجريت "بسلام وإتقان". وأعلن الزعيم الكوري الشمالي، كيم يونغ أون، أن بلاده "لن تتخلى عن قدراتها النووية ما لم تتخل الولاياتالمتحدة عن سياستها المعادية، وأنها لن تنقل قدراتها النووية إلى دول أخرى". وبعد حوالي ساعتين من هذا الإعلان، أكدت رئيسة كوريا الجنوبية، بارك كون -هيه، أن هذا الاختبار الهيدروجيني هو "تحد خطير للأمن القومي" لبلادها متوعدة بضمان أن تدفع كوريا الشمالية ثمن "استفزازها الخطير" و"تحديها للسلام والاستقرار الدوليين". كما شددت بارك على ضرورة أن تتعاون سيول "بشكل وثيق" مع المجتمع الدولي للتأكد من أن كوريا الشمالية ستدفع ثمن إجراء هذه التجربة النووية، وأكدت أهمية حث المجتمع الدولي على فرض عقوبات قوية على كوريا الشمالية. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن القوات المسلحة للبلاد ستعزز مراقبة كوريا الشمالية، كما أشارت إلى أن كوريا الجنوبية ستسعى جاهدة لصياغة موقف موحد مع المجتمع الدولي لمعاقبة كوريا الشمالية على المضي قدما في إجراء هذه التجربة النووية و التي تعد التجربة الرابعة. وبكثير من القلق، توعد رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي اليوم بأن تتخذ بلاده، جنبا إلى جنب مع الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية ودول أخرى في مجلس الأمن "ردا حازما " على قيام كوريا الشمالية بهذه التجربة. وقال شينزو أبي أن بلاده بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن، ستتخذ ردا حازما على كوريا الشمالية بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية والصين وروسيا. كما قال وزير الخارجية الياباني فوميو كشيدا أن اليابان سوف تسعى لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية. القوى الدولية تتوعد بالرد على "استفزازات" بيونغ يونغ من جانبها، ذكرت الحكومة الأمريكية، على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني للبيت الأبيض نيد برايس، أنها لا تستطيع تأكيد ما إذا كانت بيونغ يونغ قد أجرت بالفعل تجربة لقنبلة هيدروجينية غير أنها تعهدت بالرد بشكل مناسب على أية "استفزازات". وأدان البيت الأبيض "أي انتهاك" لقرارات مجلس الأمن الدولى كما حث كوريا الشمالية مرة أخرى على الالتزام بتعهداتها والتزاماتها الدولية. وعلى الرغم من العلاقات الطيبة بين موسكو وبيونغ يونغ، إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الغرفة العليا (مجلس الاتحاد) للبرلمان الروسي، كونستانتين كوساتشوف، أكد أن "كل عمل تقوم به كوريا الشمالية تنفيذا لبرنامجها النووي يمس أمن روسيا". وأوضح كونستانتين أن كوريا الشمالية تجاور روسيا وتبعد بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية عن مدينة فلاديفوستوك الروسية على الحدود بين البلدين 700 كيلومتر. فرنسا هي الأخرى أدانت التجربة الكورية الشمالية ودعت الى "رد قوي من جانب المجتمع الدولي"، في حين وصف بيان للرئاسة الفرنسية هذه التجربة بأنها "انتهاك غير مقبول لقرارات مجلس الأمن الدولي". وفي ذات السياق، أكد رئيس المنظمة المشرفة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التابعة للأمم المتحدة لاسينا زيربو اليوم أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية ، تمثل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين، كما أنها تعد خرقا للمبدأ المتفق عليه عالميا ضد التجارب النووية . وحث زيربو، كوريا الشمالية على الامتناع عن إجراء المزيد من التجارب النووية والانضمام إلى الدول 183 التي وقعت على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. أربع تجارب نووية في غضون عشر سنوات وتعد هذه التجربة العسكرية الرابعة من نوعها من حيث الأهمية في تاريخ كوريا الشمالية، حيث أنها أجرت في 9 أكتوبر 2006 تجربة نووية ناجحة في نورث هامجيونج- دو في شمال شرقي البلاد. وقام مجلس الأمن الدولي يوم 14 أكتوبر بتمرير القرار رقم 1718 ليدين فيه هذه التجربة. وفي 25 مايو 2009 أجرت بيونغ يونغ تجربتها النووية الثانية قالت بعدها أن علمائها "أصبحوا قادرين على زيادة القوة التفجيرية ومستوى التحكم في القنبلة مقارنة بالتجربة الأولى". وأدت هذه التجربة إلى صدور قرار مجلس الأمن رقم 1874 الذي طالب البلاد بالتوقف عن إجراء مزيد من الأنشطة المتعلقة بالأسلحة النووية. إلا أن كوريا الشمالية أجرت تجربة ثالثة في 12 فبراير 2013 وصفتها وكالة الأنباء الرسمية للبلاد بأنها "عالية المستوى وآمنة ومثالية". وقدرت كوريا الجنوبية بأن تعادل القنبلة في قوتها ما يتراوح بين 6 و7 آلاف طن من مادة ال"تي أن تي". ومرر مجلس الأمن الاممي بالإجماع القرار رقم 2094 يوم 7 مارس مطالبا كوريا الشمالية بالتخلي عن مشروعها الخاص بالأسلحة النووية والعودة إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.