تحولت الاحتجاجات التي يقوم بها الشباب التونسي في مختلف مناطق البلاد من المطالبة بالتنمية وتوفير مناصب شغل للبطالين لاسيما الحاملين للشهادات الجامعية الى عمليات نهب وتخريب للممتلكات العمومية والخاصة، حسب ما افادت به يوم الجمعة تقارير اعلامية محلية . ففي مدينة تاجروين بولاية الكاف (غرب ) قام الشباب المحتج بعمليات نهب وتخريب حيث عمد الى حرق مقر الأمن بالمنطقة ونهب محتوياته وكذا بعض المحلات التجارية الكبرى وغلق الطريق بحرق العجلات المطاطية . كما شهد حي التضامن بولاية اريانة قرب العاصمة تونس اليوم الجمعة مواجهات بين الشباب المحتج وعناصر الامن التونسي بعد ان تعرضت محلاته التجارية ليلة امس الى احداث سرقة ونهب وتكسير من قبل مجموعات ملثمة ومسلحة بالسيوف وعبوات غاز وعصي فيما تواصل اليوم بولاية صفاقس ولليوم الثاني على التوالي تعطيل نشاط عديد من المرافق العمومية بمنطقة الصخيرة من قبل المحتجين . وعلى خلفية هذه الاحداث علق العقيد المتقاعد في الجيش ابراهيم الحداد في تصريح له اليوم على ما تشهده العديد من مناطق الوطن من احجتجات قائلا "أن الاوضاع اصبحت صعبة عسكريا وامنيا وعلى السياسيين ان يتدخلوا فورا للتهدئة وايجاد الحلول الملموسة للمحتجين" محذرا في نفس الوقت من امكانية" توسع" الاحتجاجات خاصة في ظل في ظل سعي اطراف سياسية وارهابية "لتأجيج الاوضاع قصد استغلالها والاستفادة من تواصلها "على حد قوله . وفي هذا الاتجاه ذهب بعض المراقبين الى التأكيد على أن تزايد منسوب العنف والتخريب الذي رافق الاحتجاجات السلمية للعاطلين عن العمل اصبح "يهدد استقرار البلاد "خاصة انه أضيف الى تداعيات الازمة السياسية التي تعيشها تونس على خلفية أزمة نداء تونس . وأوضحوا بان تواصل مسلسل العنف والفوضى من شأنه ان يعرض البلاد الى "مخاطر كبرى" قد تأتي على مكاسب الثورة من الناحية السياسية وقد تهدد حتى المسار الانتقالي برمته . ويرى آخرون أن وصول الاحتجاجات بشكل عنيف الى العاصمة سيزيد في "إرباك" السلطات التي تسعى لاحتواء هذه الموجة من المظاهرات التي" تهدد بانزلاق البلاد إلى أزمة أمنية وسياسية". وكانت الحكومة التونسية قد حذرت في بيان لها من خطور الاندساس في الاحتجاجات السلمية والانزلاق بها الى ممارسة العنف والتخريب واستهداف المقرات الامنية والاعتداء على المرافق العامة والاملاك الخاصة الى جانب امكانية استغلال التجمعات" لتشتيت جهود الوحدات الامنية لتنفيذ عمليات ارهابية تمس بسلامة المواطنين". ودعت الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني الى "التحسيس بدقة الظروف ومتطلباته والمخاطر المحدقة بالوطن وبالمسار الديمقراطي والحفاظ على الوحدة الوطنية" مشيرة الى ان الحوار يبقى مفتوحا مع جميع الأطراف المعنية . كما دعت من جانبها كتلة حركة النهضة في بيان لها اليوم التونسيين من مختلف الاتجاهات والاحزاب الى "التصدي بكل مسؤولية لمحاولات اغراق البلاد في العنف والنهب والسلب" مبرزة ان ارباك الاوضاع يمكن ان يمثل منفذا للارهابيين لارتكاب جرائم في حق الشعب والدولة. كما حتث الشعب التونسي على مزيد من الوحدة لحماية البلاد من المخاطر وانجاح مسار الانتقال الديمقراطي وتحقيق طموحات الشعب في الحرية والكرامة والنهوض الاقتصادي والاجتماعي . ويذكر ان الاحتجاجات قد انطلقت من ولاية القصرين عقب تشجيع جثمان الشاب رضا اليحياوي الذي توفي اثر صعقة كهربائية اثناء محاولته صعود عمود كهربائي اثناء احتجاجات الشباب العاطل عن العمل ضد التلاعب بنتائج انتداء في الوظيغ فة العمومية.