تكفل المركز الوسيط لمعالجة المدمنين لولاية سكيكدة بما لا يقل عن 202 حالة إدمان من مختلف الأنواع و ذلك خلال سنة 2015 حسبما أفادت به اليوم الثلاثاء مديرة هذا المركز مريم فاضل. واعتبرت ذات المسؤولة في تصريح ل/وأج أن هذه الحصيلة "جد مهمة" مقارنة بسنة 2014 التي تم خلالها التكفل سوى ب 87 حالة قبل أن تذكر بأن هذه المؤسسة تم فتحها سنة 2012 و بدأت فعليا في العمل سنة 2014 . وتتراوح أعمار المرضى الذين يتكفل بهم المركز بين 15 و 53 سنة و أنه لا يعالج الإدمان على المخدرات فحسب بل يتعداه لمعالجة المدمنين على المشروبات الكحولية و كذا السيجارة و الإدمان على مشاهدة التلفزيون و غيرها وفقا لنفس المسؤولة. وأضافت السيدة فاضل بأن 67 في المائة من المدمنين المتكفل بهم خلال سنة 2015 هم من مختلف بلديات ولاية سكيكدة و البقية من ولايات جيجل و قسنطينة و بسكرة و قالمة و أن 48 في المائة من العدد الإجمالي متعددي الإدمان و 25 في المائة منهم مدمنين على القنب الهندي و 19 في المائة على الأقراص المهلوسة و البقية مقسمة بين الإدمان على المشروبات الكحولية و السيجارة. وأوضحت ذات المسؤولة بأن المركز يضم 7 أطباء نفسانيين و طبيب عام واحد معتبرة أن هذا العدد "غير كافي" نظرا للأعداد الكبيرة للحالات المتكفل بها "ما يقف عائقا أمام خدمة نوعية و جيدة للمدمنين الذين يحتاجون إلى علاج نفسي و معاملة خاصة." كما أرجعت أسباب ارتفاع عدد المدمنين الطالبين للمساعدة إلى انتشار الوعي لدى الشباب المدمنين بضرورة الحصول على المساعدة مشددة على أهمية المتابعة النفسية للمريض للإقلاع نهائيا على الإدمان على المخدرات خلال فترة العلاج مشيرة إلى أنه يمكن للمدمن أن يتخلص من هذه السموم من جسمه إلا أنه يبقى يعاني من ارتباطه نفسيا بالإدمان. وأضافت أن مدة الامتثال إلى الشفاء "تطول و قد تصل إلى أكثر من سنة" مؤكدة على أن المريض يجب أن يحترم مواعيد المتابعة. كما أشارت إلى أن الرغبة في الشفاء تمثل 50 في المائة من تحقيق العلاج بالإضافة إلى ضرورة مساعدة المجتمع لهذه الفئة. ومن بين الحالات التي لاحظتها وأج بهذا المركز و تخضع للعلاج محمد (23سنة) الذي يدمن على الأقراص المهلوسة حيث صرح بأن قدومه إلى المركز جاء بعد أن قترحت عليه شقيقته العلاج بعد أن أصبح لا يطيق نفسه مبديا إرادة و عزم على أنه سيتخلص قريبا من هذه الحالة بفضل المساعدة التي تقدمها له طبيبته النفسانية التي استطاعت أن تخرجه شيئا فشيئا من هذه الحالة. أما كريم (45 سنة) الذي كان برفقة ابنه البكر سمير (17 سنة) فأفاد بأن نجله قد بدأ يدمن على المخدرات في سن ال15 ليكتشف أمره بعد أن لاحظ أنه بدأ يسهر إلى غاية ساعات متأخرة من الليل و كثرت طلباته للمال. وأضاف هذا الولي أنه خشية على أولاده الآخرين أجبر ابنه المدمن على العلاج داخل المركز. ومن بين الحالات كذلك التي استفادت من المتابعة المستمرة و امتثل للشفاء ج .ط (43 سنة) و هو متزوج و أب ل 5 أطفال و الذي دخل عالم الإدمان دون وعي منه إذ كان يتناول الحبوب المنومة إلا أنه بعد مرور فترة أصبح مدمنا عليها. وبخصوص هذه الحالة بالذات أوضحت السيدة فاضل التي تكفلت بها شخصيا أن مريضها كانت لديه رغبة في التوقف و أن مساعدة عائلته له مكنته من الخروج من عالم الإدمان بعد سنة من المعالجة و هو اليوم يعيش حياة عادية جدا. واعتبرت هذه المسؤولة وهي أخصائية في علم النفس أن دور العائلة يكمن في إبعاد المدمن عن أي مكان أو ذكرى لها علاقة بإدمانه إلى جانب معاملته كأي شخص طبيعي و عدم تذكيره بالماضي. وأشارت السيدة فاضل إلى أنه رغم نقص الإمكانات مثل أسرة الاسترخاء و انعدام المواد الضرورية و الأدوية داخل مختبر المركز إلا أن الطاقم الطبي يحاول قدر الإمكان مساعدة هؤلاء الأشخاص الذين يقصدونه يوميا.