قررت الجزائر صرف النظر عن المشاركة الجدية في التمرينات العسكرية التي قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية اجراءها في مالي في الفترة الممتدة من نهاية شهر أوت الجاري إلى بداية سبتمبر القادم إلى جانب 13 دولة مغاربية وأوربية والتي تشرف عليها وحدات عسكرية أمريكية بقرب العاصمة المالية بماكو، أطلق عليها اسم "فلينت لوك 2007" , تدخل في إطار برنامج "مكافحة الإرهاب" المشترك بين وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين. وبحسب المعلومات المتوفرة فإن الجزائر قررت المشاركة في هذه العملية بصورة رمزية ، حيث سيغيب عن التدريبات قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح ، وستكون مشاركة الجزائر رمزية ، في حين ستشارك الى جانب الوحدات الأمريكية كل من موريتانيا ، تشاد، المغرب، النيجر ،تونس، السنغال، بوركينا فاسو، فرنسا ،هولندا، بريطانيا ،ومالي. و جاء في البيان الذي وزعته السفارة الأمريكية مساء الأربعاء بالعاصمة المالية بماكو ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن الهدف الرئيسي من المناورات مساعدة الدول المشاركة على "تصميم وتنفيذ أنظمة القيادة والإشراف والاتصالات دعما للعمليات الإنسانية وحفظ السلام وعمليات الإغاثة" معتبرة أن "هذه المناورات ستمكن الدول المشاركة من الاستمرار في تطوير" الشراكة من أجل تعزيز القدرات العسكرية والدفاع المشترك مستقبلا".وبحسب السفارة الأمريكية في مالي فإن هذه التدريبات تمثل المرحلة الأخيرة من سلسلة مناورات مشتركة بين القوات العسكرية الأمريكية والدول الشريكة من ساحل إفريقيا والمغرب العربي. ويدخل هذا التمرين ضمن المبادرة العابرة للصحراء لمكافحة الإرهاب في بلدان الساحل الإفريقي، التي أطلقتها واشنطن سنة 2005 على أنقاض مبادرة كتابة الدولة الأمريكية للدفاع "بان ساحل" التي قررتها سنة 2002 وخصت بالدرجة الأولى لتدعيم الوحدات الخفيفة للمدفعية في مالي، موريتانيا, النيجر والتشاد و رصدت لها الإدارة الأمريكية ميزانية قدرت ب6.25 مليون دولار في عامها الأول، لتقرر بعدها اعتماد إستراتيجية أوسع تتمكن من خلالها إقحام دول أخرى في المنطقة ضمن برنامجها مثل الجزائر والمغرب، وقررت بالمناسبة رفع ميزانية "مكافحة الإرهاب" بدول صحراء إفريقيا إلى 100 مليون دولار سنويا، حسبما صرح وقتها مسؤولون أمريكيون، بمناسبة إطلاق عملية "فلينتلوك 2005" التي جرت شهر جوان 2005 بالقرب من الحدود الجنوبية للجزائر حيث شاركت الجزائر بوفد رمزي محدود العدد. ويذكر أن الجزائر شاركت في مناسبات سابقة إلى جانب دول من ساحل إفريقيا والمغرب العربي في مناورات أجرتها الوحدات الأمريكية في منطقة الصحراء، كلها تحت اسم"مكافحة الإرهاب" وضرب امتداد تنظيم القاعدة إلى مختلف مناطق إفريقيا، كما تهدف واشنطن إلى إيجاد تنسيق بين أجهزة الاستخبارات وجيوش المنطقة بغية تتبع آثار العناصر الإرهابية في هذه البلدان "بأقل التكاليف" من خلال هذه التدريبات التي تجمع بين عناصر من جيوش بلدان مستوياتها غاية في التباين. غنية قمراوي:[email protected]