تتسارع الاحداث على الميدان بسوريا بعد تمكن الجيش السوري من السيطرة على عدد من المدن بعد تحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الارهابي في خطوة جعلت كل من السعودية و تركيا إعلان عزمهما إرسال قوات برية لقتال التنظيم ما يقوض من فرص وقف إطلاق النار في البلاد. وقد تمكن الجيش السوري مؤخرا من السيطرة على عدد كبير من المحافظات التي كانت في قبضة تنظيم داعش و هو يعتزم التقدم باتجاه محافظة الرقة التي تمثل "معقلا" للتنظيم الارهابي بعد الاستيلاء على مواقع متاخمة لحدود هذه المحافظة. ومن شأن التقدم نحو الرقة أن يمنح القوات الحكومية موطئ قدم مرة أخرى في منطقة لم يكن لها وجود بها منذ أغسطس 2014 وتعقيد أي محاولة من قبل السعودية لارسال قوات برية الى المنطقة بغرض قتال داعش. و في مسعى لتقريب وجهات النظر بين الفاعلين في الازمة السورية، وعقب خمس ساعات من المفاوضات المضنية فى ميونخ بالمانيا ، اتفق الدبلوماسيون بخصوص الازمة السورية ليلة الخميس الى الجمعة على وقف الاقتتال فى سوريا فى ظرف اسبوع. واذا نفذ هذا الاتفاق على الميدان فانه سيشكل خطوة اولى فعلية من اجل وضع حد للنزاع الذى خلف 260 الف قتيل منذ 2011 و اجبر ملايين الاشخاص على الهجرة. ومن المحتمل ان تكون مخرجات مؤتمر ميونيخ للامن الذي تختتم اشغاله اليوم الاحد و الذي تشارك فيه أكثر من 400 شخصية سياسية من المانيا ومختلف مناطق العالم منها الولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا وعدد من الدول العربية، فرصة لاستبعاد الجماعات الارهابية مثل (داعش) و جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي. وتضمن إتفاق ميونخ وقفا للأعمال العدائية عبر سوريا - بناء على مقترح روسي- سيتم تنفيذه إبتداء من الأسبوع المقبل على أن تقام مجموعة عمل بقيادة الولاياتالمتحدةوروسيا للتعامل مع التفاصيل المتعلقة بالاتفاق فى التقليل من العنف ووقف إطلاق النار مستقبلا فى سوريا. -تأزم الوضع بين تركيا و سوريا- جددت المدفعية التركية قصفها اليوم الاحد -حسب وسائل الاعلام - لمناطق قريبة من بلدة "أعزاز" السورية. وقالت صحيفة "جمهوريت" التركية ان ذلك جاء ردا على نيران أطلقت من هناك، وذلك وفقا لقواعد الاشتباك، وقصفت أيضا مواقع لقوات الجيش السوري مرجعة ذلك للرد علي ما قالت إنه إطلاق للنيران على نقطة حراسة حدودية مع سوريا في مدينة "هاطاي" بجنوب تركيا. و ذكرت الصحيفة أن هناك عدة أسباب لأن تولي أنقرة أهمية و حساسية بالغة لمناطق "أعزاز" و"ريف حلب"، حيث أن وقوع المنطقة تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي تعتبرها تركيا الجناح العسكري لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية، ستعرقل خطة أنقرة لإقامة منطقة آمنة على بعد 13 كيلومترا من الحدود التركية في عمق الأراضي السورية، فضلا عن قطع الطريق على الإمدادات الإنسانية التركية إلى ريف حلب. كما تسعى تركيا لعدم إتاحة الفرصة لإقامة ممر كردي، أو بمعنى آخر دولة كردية في شمال سوريا على غرار شمال العراق، وهو ما قد يمثل حجة للتدخل البري التركي في سوريا. -إنقسامات في الرؤى بخصوص التدخل الاجنبي في سوريا- حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، من تورط دول منطقة الشرق الأوسط في الصراع في سوريا ومن أي تدخل بري أجنبي في تلك الدولة التي دمرتها الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. و اكد ميديفيديف حرص بلاده على مساعدة الشعب السوري على تحرير بلاده من تنظيم "داعش" الإرهابي وقال "هدفنا مساعدة الشعب السوري على تحرير بلاده من إرهابيي داعش وليس إشعال حرب جديدة هناك". ونوه إلى أن روسيا "تقترح التنسيق على جميع الذين لهم استعداد لمواجهة داعش، بمن فيهم المعارضة و الجيش السوري الحر" محذرا من خطورة ما يجري في سوريا التي تشهد حربا، وان ينجر مزيد من بلدان الشرق الأوسط إلى الحرب، مؤكدا أنه "يجب وقف ذلك". وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان "ثمة طريقتين لحل الأزمة السورية،الطريقة الأولى هي العملية السياسية بتشكيل مجلس حكم انتقالي يتولى السلطة وإدارة شؤون البلاد وكتابة دستور جديد وإجراء انتخابات والانتقال بسوريا إلى مستقبل جديد بعيدا عن الرئيس بشار الأسد". واعتبر "ان تلك هي الطريقة المفضلة لأنها تنقذ المزيد من الأرواح ويمكن القيام بها بفعالية كبيرة ، اما الطريقة الثانية كما اضاف فعن طريق القوة، إما بعملية سياسية لتغيير النظام". وفيما يتعلق بإمكانية نشر السعودية والإمارات العربية المتحدة قوات برية داخل سوريا ،أشار الجبير إلى استعداد بلاده للمساهمة بنشر قوات خاصة داخل سوريا في حال قرر التحالف الدولي لمحاربة داعش نشر قوات برية أيضا. أما حلف شمال الاطلسي (الناتو)،فقد اتهم أمينه العام ينس ستولتنبرج، روسيا بتقويض جهود التوصل لحل سلمي للصراع في سوريا ب"استهداف جماعات المعارضة بدلا من متشددي تنظيم داعش". أما فرنسا فقد اكدت و على لسان وزير خارجيتها جون مارك ايرو ان الأحداث المأساوية في سوريا والإزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تشهدها وتزيد يوما بعد يوم خاصة في حلب تؤكد ضرورة مواصلة العمل العسكري والدبلوماسي للتوصل إلى حل سياسي للنزاع في هذا البلد . واضاف الوزير ان فرنسا "ستحكم على التزام كل طرف من أفعاله فيما يتعلق بالاتفاق الأمريكي الروسي لوقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع في سوريا"، واصفا نتائج الاجتماعات التي عقدت الخميس بميونخ بأنها "مشجعة". من جهتها ،اكدت ايطاليا على لسان وزير خارجيتها باولو جنتيلونى انها لا تنوى ارسال قوات برية الى سوريا، لكونها "مقتنعة بعدم جدوى ذلك فى معالجة الازمة". وقال الوزير الايطالي "نعتبر تفكير بعض الدول فى ارسال قوات خاصة قرارا خاصا بها، لكن ايطاليا لن تتخذ قرارا من هذا النوع، بل ولن يكون ذلك حلا للقضية".