شكل النشيدان الوطنيان الجزائري والتركي وشاعريهما مفدي زكريا ومحمد عاكف أرصوي يوم الخميس موضوع ندوة تاريخية نشطها بجامعة "محمد الشريف مساعدية" بسوق أهراس كل من سفير تركيابالجزائر السيد محمت بوروي وعدد من أساتذة ذات الجامعة. وأكد سفير تركيابالجزائر في مداخلته بعنوان "النشيد الوطني التركي وشاعره محمد عاكف أرصوي" بالمدرج 11 بذات الجامعة بمناسبة عيد النصر (19 مارس) وبحضورعدد غفير من الطلبة ومسؤولي الولاية أن القيم التي تربط الشعبين التركي والجزائري بالإضافة إلى كونها قيم راسخة عبر التاريخ فإنها تحمل مؤشرات جد إيجابية لمد جسور أخرى ليرتقي التعاون بين الشعبين إلى مستوى العلاقات المتينة عبر التاريخ . وبعد أن وصف بأن مستقبل البلدين زاهر وهناك نية لتجسيده على أرض الواقع اعتبر سفير تركيابالجزائر أن تاريخ 18 مارس 1921 الذي يصادف اعتماد النشيد الوطني التركي المسمى "استقلال" من طرف البرلمان وهو يتزامن مع تاريخ يوم الشهيد في تركيا وهو بالتقريب تاريخ يوم الشهيد بالجزائر (18 فبراير) يمثل بادرة رمزية تجعل تقارب الشعبين اللذين يربطهما تاريخ حافل وطويل تعود جذوره إلى الحقبة التي شهدت وجود الإمبراطورية العثمانية في القرن ال19 . وأوضح السفير التركي بالجزائر بأن الشاعر محمد عاكف أرصوي (1873-1936) الذي كتب النشيد الوطني التركي كان مناضلا ويعد من الشعراء الأتراك الذين أرسوا دعائم الشعر التركي والثقافة التركية الحديثة قبل وبعد تأسيس الجمهورية التركية في بلاد الأناضول والعالم الإسلامي وهو الملقب بشاعر الإسلام وشاعر الأمل وصاحب أعظم قصيدة إنسانية في الأدب التركي وهي قصيدة "نشيد الاستقلال" من خلال نصوصه الشعرية ومقالاته وترجماته المتعددة. من جهته اعتبر الأستاذ عثمان منادي من جامعة سوق أهراس أن "إلياذة الجزائر" للشاعر مفدي زكريا المؤلفة من ألف بيت وبيت مصدرا لفخر الجزائر والاعتزاز بتاريخها موضحا بأن "الإلياذة" في أوروبا تعني نسج الخيال والأساطير لكن شاعر الثورة مفدي زكريا ألفها من حقائق تاريخ وبطولات الشعب الجزائري وهي القصيدة التي تضاهي مصنفات كتب التاريخ. وذكر ذات الجامعي بأن مفدي زكريا لم يكن شاعرا فقط بل كان مناضلا سياسيا من الطراز الأول عندما كان في تونس وكان متشبعا بمبادئ حب الوطن وحب الوحدة المغاربية وعندما عاد إلى الجزائر انخرط في صفوف انتصار الحريات الديمقراطية. وبعدما أوضح بأن الشاعر مفدي ألهم الشهداء والمجاهدين بشعره وجعلهم لا يهابون بطش العدو أشار الأستاذ منادي إلى أن نشيده كان يردده المحكوم عليهم بالإعدام وهم تحت المقصلة ما زادهم شجاعة وصبرا مضيفا بأن النشيد الوطني "قسما" الذي ألفه مفدي بطلب من قيادة الثورة كان صوتا للجزائر أثناء الثورة وبعدها حيث صنفته إذاعة "بي.بي.سي" كأحسن نشيد وطني يزيد من شعور الجماهير بروح الانتماء للوطن. ودعا ذات الأستاذ إلى ضرورة أن يكون الطلبة مشعلا لحب الوطن والسير على خطى مفدي زكريا وأن يفتخروا بثورة أول نوفمبر 1954 والإسهام في تشييد الجزائر.