حذرت منظمات أممية من أن أكثر من 36 مليون شخص يواجهون خطر الجوع في المناطق الجنوبية والشرقية من قارة أفريقيا، حيث تصارع مساحات شاسعة من القارة ضد أسوأ أزمة جفاف تشهدها منذ عقود في وقت تشتد فيه درجات الحرارة وتبلغ مستويات قياسية غير مسبوقة. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلا عن علماء مناخ أن السبب المباشر لحالة الجفاف التي أصابت عدة دول في جنوب القارة الأفريقية بالشلل بدءا من إثيوبيا وحتى زيمبابوي هو واحدة من أشد ظواهر "النينو" المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية على الإطلاق والتي قلبت أنماط الطقس الطبيعية رأسا على عقب في جميع أنحاء الكوكب. وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني انه في الوقت الذي لا يزال يعاني فيه العالم من درجات حرارة قياسية سجلت في شهر فبراير الماضي تنامي المخاوف من أثار محتملة طويلة المدي للتغير المناخي من شأنها أن تقوض قدرة المنطقة على تحمل تقلبات الطقس المتطرفة ما سيترك أعدادا كبيرة من الأشخاص عرضة للجوع والأمراض. وتعد إثيوبيا البلد الإفريقي الأكثر تضررا من الأزمة الحالية حيث فقدت نحو أربعة أخماس محاصيلها الزراعية التي تعتمد اعتمادا حيويا على مياه الأمطار. وقالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" أنها تقوم بإعداد خطط للتعامل مع أكثر من مليوني طفل باعتبارهم مصابون بسوء التغذية.. مضيفة أن أكثر من 10 ملايين شخص سيحتاجون إلى مساعدات غذائية خارجية. وقالت جيليان ميلسوب ممثلة "اليونيسف" في إثيوبيا أن "إثيوبيا تعرضت لضربة مزدوجة من تغير مواسم الأمطار المرتبطة بمشكلة التغير المناخي طويلة الأمد ومن ظاهرة "النينو" الأمر الذي قادها نحو واحدة من أسوأ حالات الجفاف التي تشهدها منذ عقود". وأضافت ميلسوب "أن حجم المأساة التي تسببت فيها الأزمة للإثيوبيين لم يقف عند حد الخطر الفوري من الجوع فقط وإنما اتسع نطاقه ليعصف بتعليم ما يقارب 3.9 مليون طفل ومراهق أصبحوا غير قادرين على الحصول على فرص تعليمية جيدة بسبب الجفاف". وتصارع دول مجاورة أخري ضد الجوع نتيجة فقدان محاصيلها الزراعية بسبب الجفاف منها الصومال والسودان وكينيا ما جعل أكثر من 20 مليون شخص "غير آمنين غذائيا" في المنطقة بحسب "الغارديان". وتقول الدكتورة ليندا هيرونس الباحثة بالمركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي إن حالة الجفاف الناجمة عن ظاهرة "النينو" في منطقة جنوب أفريقيا "كانت متوقعة لكنها بدت أكثر حدة من المتوقع". وحذر برنامج الغذاء العالمي من أن ما يقرب من 16 مليون شخص في منطقة جنوب أفريقيا يعانون بالفعل من الجوع مشيرا إلى أن العدد يرتفع على نحو سريع. وأضاف البرنامج أن أكثر من 40 مليون مواطن ريفي و 9 ملايين مواطن في المناطق الحضرية الفقيرة مهددون بخطر الجوع نتيجة أثار ظاهرة "النينو" المسببة للجفاف وعدم الانتظام في هطول الأمطار.