* الاعتداءات وقعت قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي * وكالة ”بلجا” نقلت عن شهود عيان: ”سمعنا أصواتا وهتافات بالعربية قبيل التفجيرين” هزت العاصمة البلجيكية بروكسل صباح أمس الثلاثاء، سلسلة انفجارات، استهدفت البهو الرئيسي لمطار زافنتم الدولي ومحطة مترو. وقالت الشرطة الفدرالية انفجاري المطار أسفرا عن مقتل 28 شخصا على الأقل وإصابة 35 آخرين بجروح، وأكدت مصادر من الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحصيلة مرشحة للارتفاع. نقلت وكالة ”بلجا” للأنباء عن شهود عيان أنهم سمعوا أصواتا وهتافات بالعربية قبيل حدوث الانفجارين. وذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أنه سمع ذوي انفجارات في القاعة الرئيسية للمطار بروكسل الدولي ومكتب تسجيل الركاب التابع للخطوط الجوية الأمريكية. وأن السلطات أغلقت المطار وعلقت حركة هبوط وإقلاع الطائرات بعد ذوي الانفجارات، حتى إشعار آخر، كما أخلت البهو، وأغلقت جميع المنافذ المؤدية للمطار وأوقفت حركة النقل بالقطارات والسيارات إليه. وهرع رجال المطافئ من جميع الأماكن المحيطة إلى المطار الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان. واستهدف انفجار آخر محطة مترو مالبيك الواقعة قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي ببروكسل، وذلك في أعقاب تفجيري المطار، علقت إثره حركة قطارات الإنفاق. وقالت مصادر بلجيكية أن هذا الانفجار أودى بحياة عشرة أشخاص وعددا غير محدد من المصابين. وطالب رئيس الوزراء البلجيكي تشارليز ميشيل المواطنين على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، بعدم التنقل بسبب التهديدات الإرهابية التي تشهدها البلاد، والاتصال بالرقم مركز الأزمات في حالة وجود طوارئ. وقال التليفزيون البلجيكي إن السلطات البلجيكية أغلقت حدودها مع فرنسا عقب الحادث، وعززت الإجراءات الأمنية حول منشآتها النووية. وكانت السلطات الفرنسية أعلنت أنها فككت عبوة ناسفة في محطة مترو شمال العاصمة تربط باريسببروكسل. ومن جهتها طالبت المفوضية الأوروبية، موظفيها في بروكسل بضرورة البقاء بمنازلهم أو مكاتبهم، حفاظا على أرواحهم، وذلك في أعقاب التفجيرات. وأعلن المطار على حسابه على تويتر أنه تم إلغاء رحلات فيما تم تحويل مسار رحلات أخرى. وفور وقوع الانفجارات تراجعت أسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف أسواق المال الأوروبية. وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية البلجيكية أن مستوى الإنذار رفع من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مجمل أنحاء البلاد. كما أكدت المنظمة الأوروبية المكلفة أمن الملاحة الجوية ”يوروكونترول” الثلاثاء على موقعها الالكتروني أن مطار بروكسل أغلق حتى إشعار آخر بعدما أعلن عن إلغاء رحلات. وبعد ساعات من تنفيذ التفجيرات، أعلنت مواقع إلكترونية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت مطار ومحطة مترو ببروكسل، كما توعدت العواصم الأوروبية بتنفيذها المزيد من الهجمات. الناتو ودول الاتحاد تتضامن والسلطات البلجيكية تعلن عن اعتقالها اثنين من المشتبه بهم وأدان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) التفجيرات التي استهدفت العاصمة بروكسل. وأعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في بيان عن صدمته إزاء التفجيرين اللذين استهدفا مطار بروكسل الدولي والتفجير الذي وقع في محطة (مالبيك) للمترو وراح ضحيتهما ”العديد من الأبرياء” مضيفا أن هذه الهجمات ”تعد دليلا على الكراهية والعنف”. وقال توسك أن ”بلجيكا استضافت بكرم منها ومن شعبها العديد من المؤسسات الأوروبية وأنه على الاتحاد الأوروبي إظهار دعمه وتضامنه معها لمساعدتها على مواجهة الإرهاب الذي يواجه الجميع”. بدوره أعرب الأمين العام لحلف الأطلسي ينس شتولتنبرغ في بيان عن بالغ حزنه إزاء التفجيرات التي شهدتها بلجيكا قائلا ”أننا نقف جنبا إلى جنب مع حليفتنا بلجيكا في مواجهة هذا الهجوم الجبان الذي يعد هجوما على قيمنا ومجتمعاتنا المنفتحة”. وأضاف شتولتنبرغ أن ”الإرهاب لن يتمكن من النيل من الديمقراطية أو سلب حرياتنا” مشيرا إلى أنه تم رفع حالة التأهب في مقر الحلف وأنه تتم مراقبة الوضع عن كثب. وقال الناطق بلسان الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: ”قدم الرئيس بوتين للملك البلجيكي فيليب والشعب البلجيكي تعازيه في مقتل المواطنين الآمنين في الانفجارات التي وقعت في بروكسل، وعبر عن إدانته الشديدة لتلك الجرائم الهمجية. وأكد بوتين وقوف الروس مع سكان بلجيكا”. ومن جهتها، شجبت فردريكا موغريني مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، خلال ندوة صحفية عقدتها بالعاصمة الأردنية عمان، مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الاعتداء الإرهابي وقالت باكية إنه ”يوم حزين جدا لأوروبا” وأضافت موغريني إن أوروبا تعاني من نفس الآلام التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استنكاره الشديد، للاعتداءات، وعقب التفجيرات عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع بقصر الإليزيه. وحضر الاجتماع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزيرا الدفاع جون ايف لودريان والداخلية برنار كازنوف وعدد من القيادات الأمنية. وقال رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس معلقا على الاعتداءات ”نحن في حرب”. وكثفت السلطات الفرنسية إثر التفجيرات التدابير الأمنية في المطارات ووسائل النقل العام ومحطات القطار، فضلا عن تشديد المراقبة على القطارات القادمة من بروكسل. كما وجه الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند دعوته لرؤساء الدول الأوروبية إلى اجتماع طارئ في باريس اليوم الثلاثاء لبحث تداعيات التفجيرات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسل. وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن الأخير سيترأس اجتماع لجنة الطوارئ المعنية بحوادث الأمن القومي (كوبرا) على خلفية الاعتداءات. ومن جانبه أعلن مطار (جاتويك) البريطاني تشديد إجراءات الأمن والرقابة ردا على الهجمات، وقال متحدث باسم المطار: ”رفع مطار جاتويك من إجراءاته الأمنية ردا على الانفجارات في بروكسل”. ومن برلين أعلن رئيس ديوان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيتر ألتماير، وقوف بلاده إلى جانب بلجيكا على خلفية الاعتداءات. وقال ألتماير، العضو بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ميركل، معلقاً على تفجيرات بروكسل: ”شيء لا يعقل، يجب ألا يسمح للإرهابيين بالانتصار، إن قيم أوروبا أقوى من الكراهية والعنف”. ونقلت وسائل إعلام بلجيكية أنباء عن اعتقال اثنين من المشتبه بهم في الهجمات.