اعتبر فضيلة الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، في حوار مع ''الخبر''، أنّ المانعين لزيارة المسجد الأقصى المبارك (في إشارة ضمنية لاستنكار الشيخ يوسف القرضاوي زيارة مفتي مصر الشيخ محمد جمعة والشيخ الحبيب عليّ الجفري، دون ذِكر اسميهما)، أنّه لو قُدِّر لهم زيارة القدس، لتغيّرت أفكارهم وآراؤهم، مؤكّدًا أنّ ''القدس في حاجة إلى أهلها وإلى أبناء الأمّة العربية والإسلامية، ليدعموا صمودها''. مع تواصل تدنيس الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى وتهديم الآثار الإسلامية ونبش قبور الصّحابة والأنبياء، هل تعتقد أنّ قرارًا من المنظمات الأممية (اليونسكو مثلاً) قد يحدّ من الظاهرة؟ للأسف الشّديد، إسرائيل تضرب كلّ القوانين والأنظمة الدولية عرض الحائط، والمحتل الإسرائيلي يرى نفسه فوق القانون، وهذا بالتأكيد مخالف تمامًا للإرادة الدولية، ومخالف أيضًا للقيم الإنسانية الّتي يحياها النّاس ويحاولون أن يصلوا إليها. وبالتالي، نحن نشعر بخطر شديد من الإجراءات الإسرائيلية، لأنّه لا يحدّها أحد، ولا يوقفها قانون ولا نظام، وبالتالي هي خطيرة وتنعكس بشكل خطير على كلّ مقدّرات الشعب الفلسطيني. ألاَ تعتقد أن زيارة مفتي مصر، الشيخ محمد جمعة، والشيخ عليّ الجفري، إلى المسجد الأقصى قسّمت علماء المسلمين إلى فريقين؟ مع الأسف الشّديد، إخواننا المانعون للزيارة أو المجيزون لها، أعتقد أنّه لو قُدِّر لهم زيارة القدس، لتغيّرت أفكارهم وآراؤهم أيضًا، فالقدس في حاجة إلى أهلها ليصمدوا فيها، وبحاجة إلى أبناء الأمّة العربية والإسلامية ليدعموا صمودها، وهذا الثبات بحاجة إلى مَن يعمّر أسواق القدس وفنادقها، ويساعد الشعب الفلسطيني معنويًا وماديًا بالصمود. أنا أعتقد أنّ أيّ زائر للقدس ستتغيّر نظرته تمامًا للقدس، خاصة إذا كان هذا الزائر يأتي بقصد دعم الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في القدس، وإفادة ودعم أبناء القدس ليواصلوا صمودهم. فآمل أن لا ينشغل علماء الأمّة ببعض الجزئيات بل بالكليات، وهو صمود أهل القدس وصمود المدينة المقدسة والمحافظة على كلّ المقدسات فيها. وبالعكس، أن يأتي أهلها، وأنا أقصد كلّ المسلمين، إلى القدس ليروا ما هو واقعها، وليدعموا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. وهذا الصمود يكاد يكون أسطوريا بالنسبة لأهل القدس في القدس. وأنتَ، مع أيّ فريق؟ أنا مع مصلحة القدس، وما يحقّق الخير للقدس. وهل عادت تلك الزيارة بنتائج إيجابية على القدس والأقصى في ظلّ الاحتلال والاستيطان والتّهويد؟ نحن لا نريد في هذا الموضوع أن نضخّم الأمور أكثر ممّا تستحق، لكن أريد أن أقول الحقيقة أنّ القدس بحاجة إلى أبنائها. وأعتقد أنّ كلّ النّصوص الشّرعية والواقع التاريخي يشهد بأنّنا لا يقطعنا قاطع عن المدينة المقدّسة، وعن زيارتها ما دمنا نبتغي مصلحة المدينة المقدّسة ومصلحة أهلها. وبالتالي، نحن لا نريد أن نحدث ضجّة على مثل هذه الأمور. القدس أكبر من أن تُثار عليها مثل هذه الضجّة، القدس أكبر من أن ينقسم حولها علماء المسلمين، القدس تريد وحدة علماء المسلمين ووحدة الأمّة الإسلامية والعربية، ووحدة كلّ الجهود المخلصة من أجل تحريرها، وحماية وحدتها ومقدّساتها.