أكد وزير المجاهدين, الطيب زيتوني, يوم السبت بثنية الحد (تيسمسيلت) على ضرورة استلهام الأجيال من سير وشمائل الشهداء ما يعينها على رفع صرح الجزائر عاليا وهي تتقدم بثبات تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لتحقيق التنمية الشاملة. وفي رسالة وجهها بمناسبة إحياء الولاية الذكرى ال55 لاستشهاد الرائد الجيلالي بودرنان وقرأها نيابة عنه مدير القطاع, شدد الوزير على ضرورة أن "تستلهم الأجيال من هذه الرموز الوطنية ما يعينها على رفع صرح الجزائر عاليا وهي تتقدم بثبات تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز بناء المؤسسات وتدعيم أسس بناء دولة قوية تكفل الحريات والممارسة الديمقراطية وتصون المبادئ التي من أجلها استشهد مليون ونصف مليون شهيد وتضمن حماية التراث التاريخي وتعليمه للأجيال الناشئة". وأبرز السيد زيتوني "ونحن نستذكر مآثر الشهيد ونترحم على روحه لا يسعنا إلا أن نهيب ببنات وأبناء الجزائر الحفاظ على وديعة الشهداء وصون ذاكرتهم بالتمسك بالقيم السامية لثورة نوفمبر والتحلي بخصال صناعها ورموزها." واعتبر الوزير هذه المناسبة "سانحة للاعتزاز بالملاحم البطولية لهذه الشخصية التي قل نظيرها للنهل من الدلالات العميقة والقيم السامية التي تحلى بها في صناعة ملحمة الاستقلال وصياغة صفحات مشرقة في تاريخ الشعب الجزائري واستذكار حياته النضالية والجهادية واستحضار مناقبه وخصاله ونقلها للأجيال لتتأسى بها وتعتبر بجليل صنائعه لأن المرام من هذه الوقفات هو غرس الاعتزاز بتضحيات الآباء والأجداد واستجلاء معنى وقيمة الحرية والاستقلال التي ننعم بها اليوم ودعوة الشباب للافتخار بأمجادهم وتاريخهم ليواجهوا تحديات الحاضر بثقة وثبات". و"سيبقى اسم سي الجيلالي بودرنان مرادفا للشجاعة والإخلاص ورمزا من رموز التضحيات والمآثر والبطولات" يضيف الوزير مؤكدا بأنه "ترك بصمة لا يمحوها الزمن في النضال والقيادة والشهادة". وقد شهدت مراسم إحياء هذه الذكرى التي حضرتها السلطات الولائية والأسرة الثورية ونائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية بوغانم بوقادوم وجمع من المواطنين قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الزكية ووضع إكليل من الزهور بالمعلم التاريخي للشهيد بمدينة ثنية الحد. وتم بالمناسبة تقديم أوبيرات تاريخية حول الذكرى وأنشودة وطنية تتغنى ببسالة الشهيد الجيلالي بودرنان من أداء تلاميذ الثانوية التي تحمل اسمه بنفس المدينة إلى جانب تسمية حي سكني باسم الشهيدين حناف وكذا تكريم عدد من المجاهدين.كما أقيمت أيضا استعراضات في الفروسية ومعرض للصناعات التقليدية. وللتذكير ولد الجيلالي بودرنان سنة 1934 بقرية أولاد يحيى (ثنية الحد). وقد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني في 1957 وتقلد عدة مسؤوليات بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية كما قاد عدة معارك على غرار معركة "واد بوناح" بجبل عمرونة بثنية الحد في ماي 1958. وأسفرت عن مقتل 50 عسكريا فرنسيا منهم ضابط برتبة نقيب في حين سقط في ميدان الشرف تسعة مجاهدون. وقد ألقي القبض على الشهيد من طرف القوات الاستعمارية بمنطقة "زدين" (عين الدفلى) ليستشهد يوم 30 أبريل 1961 بعد تعرضه لأبشع أنواع التعذيب.