أشرفت ولاية تيسمسيلت أول أمس السبت على احياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الرائد الجيلالي بودرنان أحد أبطال الولاية الرابعة التاريخية، بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو والسلطات الولائية وجمع من المجاهدين والمواطنين. وأوضح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بالمناسبة أن الهدف من إحياء هذه الذكريات هو ''تبليغ رسالة للأجيال الصاعدة تشمل مضمونا هادفا وهو غرس الروح الوطنية التي تمكنهم من المحافظة على وحدة البلاد وكرامتها وتطورها''. كما تطرق السيد سعيد عبادو إلى خطاب رئيس الجمهورية الموجه للأمة مؤخرا، حيث أكد أن ''الاصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية نثمنها ونباركها، حيث يجب على كل واحد من موقعه أن يوظف أفكاره لبناء دولة على أعمدة صحيحة وفاء لتضحيات الشهداء''. ومن جهة أخرى، أشار المجاهد بن ميرة ماجن أحد رفقاء الشهيد أن ''البطل الرائد الجيلالي بودرنان كان يتميز بشجاعة كبيرة وشخصية قوية مكنته من فرض انضباط كبير بالكتيبة اليوسفية التي كان يتولى قيادتها مما مكنه من تحقيق انتصارات ميدانية مهمة على الجيش الاستعماري بمنطقة ثنية الحد''. وقد تميزت مراسيم إحياء هذه الذكرى التي احتضنتها بلدية ثنية الحد بإقامة أنشطة ثقافية متنوعة الى جانب تكريم عدد من مجاهدي الولاية وتنظيم زيارة سياحية الى الحظيرة الوطنية للأرز لفائدة رفقاء الشهيد الذين قدموا من ولايات عين الدفلى والشلف وغليزان وتيارت والمدية. ويذكر أن الشهيد الجيلالي بودرنان الذي ولد سنة 1934 بقرية أولاد يحيى (بلدية ثنية الحد) قد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957 وتقلد عدة مسؤوليات بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية حيث عين رئيس فوج في الكتيبة الحسنية فقائد فصيلة الى أن أصبح قائدا للكتيبة اليوسفية ثم مسؤولا عن الناحية الثالثة فالرابعة. وتعتبر معركة ''واد بوناح'' بجبل عمرونة بتراب البلدية المذكورة في ماي 1958 من أهم الانتصارات العسكرية التي حققها الشهيد وهو قائد للكتيبة اليوسفية، حيث أسفرت عن إسقاط طائرة استكشافية ومقتل 50 عسكريا فرنسيا منهم ضابط برتبة نقيب في حين استشهد في المعركة تسعة مجاهدين. وقد ألقي القبض على الجيلالي بودرنان من طرف القوات الاستعمارية بعد محاصرتها لقرية الزعاطرة الواقعة بمنطقة ''زدين'' (عين الدفلى) ليستشهد يوم 30 أفريل 1961 إثر تعرضه لأبشع أنواع التعذيب.