حذر ممثل المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب,عمور دحماني, من الأخطار التي يمكن أن تمثلها شبكات التواصل الإجتماعي في مجال الدعوة إلى التطرف العنيف و الإرهاب, داعيا إلى تحصين كل فئات المجتمع ضد هذه الظاهرة خاصة من الجانب الديني. وقال السيد دحماني, في مداخلته خلال أشغال الورشة الإقليمية الرابعة لعلماء ودعاة و أئمة دول الساحل التي إنطلقت اليوم الإثنين بداكار, أن حوالي 40 ألف شخص تم توظيفهم من طرف الجماعات الإرهابية و المتطرفة وأن أغلبهم تم توظيفه من خلال شبكات التواصل الإجتماعي. وأضاف أنه بناء على الدراسات التي قام بها المركز في هذا الشأن , فأنه من بين 40 ألف إرهابي يوجد حوالي 9 آلاف إفريقي و 16 ألف من الدول العربية و 8 آلاف من أوروبا و 7 آلاف من آسيا و6 آلاف من قارة أمريكا الشمالية و أستراليا. و بهذا الخصوص, أوضح رئيس وحدة المعلومات و التوثيق بالمركز الإفريقي للبحث حول الإرهاب أن "الجهات الإرهابية تستغل الإرتباط الوثيق للمجتمعات المعاصرة بتكنولوجيات الإعلام و الإتصال من أجل تنفيذ إستراتيجياتها و تجسيد مخططاتها الهدامة مستخدمة في ذلك حججا سياسية و إيديولوجية و دينية". فعلى سبيل المثال, صرح تنظيم القاعدة الإرهابي منذ سنة 2007 بخططه الرامية إلى تجنيد الشباب من مختلف الدول عبر الإنترنت وهي نفس الإستراتيجية التي يستخدمها تنظيم داعش و التنظيمات الإرهابية الأخرى في منطقة الساحل و الصحراء. وأوضح السيد دحماني أن "هذه التنظيمات تنتج مضامين إعلامية مشبعة برسائل دينية متشددة و تبثها عبر الإنترنت لتكون سهلة النفاذ إلى الطبقات الإجتماعية المختلفة و خاصة الشباب بإعتبارها الطبقة الأكثر استهدافا بالإضافة إلى النساء وذلك بعد تنظيم معظم الدول للنشاط الديني في المساجد و الهياكل الدينية". وقدم ممثل المركز الإفريقي للبحث حول الإرهاب, العديد من الإشارات التي يجب أخذها في الإعتبار للتعرف على التغيرات المحتملة في سلوك الشباب و الشابات و التي من شأنها أن تدلنا إلى توجه المعنى نحو التشدد و التطرف. ونبه الخبير إلى أن "التجنيد لا يتم بالضرورة في أوساط الطبقات الفقيرة و المتوسطة كما أنه لا يتم في الدول النامية دون غيرها وهو ما يستدعي إستراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة". وأوضح السيد دحماني أن الفئات العمرية الأكثر تعرضا لحملات التجنيد تتراوح ما بين 15 إلى 21 سنة وذلك بنسبة 63 بالمئة وأن 5 بالمئة فقط من هؤلاء كانت لهم سوابق تتعلق بالإنحراف. وأشار إلى أن حوالي 40 بالمئة من هؤلاء كانوا قد تعرضوا لأزمات نفسية "و هو مايدل على أن هذه الحملات المتشددة تستهدف الأشخاص الضعفاء نفسيا و تستغل مرورهم بفترات حساسة و صعبة من حياتهم لتسخيرهم لخدمة الأفكار المتطرفة". وكانت أشغال الورشة الإقليمية الرابعة لرابطة علماء وأئمة ودعاة الساحل الإفريقي قد انطلقت في وقت سابق اليوم حول موضوع "قيم التعايش السلمي في مواجهة التطرف الديني و التطرف العنيف" لتتواصل على مدى يومين. وتنظم الرابطة هذه التظاهرة الدينية بالتنسيق مع شركائها في المنطقة وهم وحدة التنسيق و الإتصال الإفريقية و المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب و كذا لجنة الأمن و الاستعلام التابعة للإتحاد الإفريقي.