دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة الأجيال الصاعدة إلى الاقتداء بتضحيات الشهداء والمجاهدين من أجل "بناء الحاضر واستشراف المستقبل". وقال الوزير في كلمة له خلال ندوة حول الذكرى ال171 لمحرقة أولاد رياح في جبال الظهرة بولاية مستغانم، أن "الاقتداء بهؤلاء الاسلاف الذين ضحوا في سبيل تحرير الوطن، سيساهم بلا شك في الارتقاء بالجزائر إلى مدارج التقدم وكسب رهانات الازدهار ورفع تحديات النماء". ويرى السيد زيتوني في هذا الاطار بأنه يتعين على "الاجيال التي أثبتت دوما وعيها الوطني، أن تبقى في تواصل مستمر بذاكرتها وتستحضر باستمرار حجم التضحيات التي كابدها الاسلاف في سبيل استعادة الحرية والكرامة وتحقيق مكسب الاستقلال". وتطرق في نفس السياق إلى الدور الذي يقوم به قطاع المجاهدين من أجل صيانة الذاكرة الوطنية من خلال إيلاء "أهمية بالغة لكتابة التاريخ وتبليغه بمختلف الطرق والوسائط تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية". وذكر الوزير بهذا الخصوص بما تم إنجازه من الاشرطة الوثائقية والافلام التاريخية التي تبرز مسيرة رموز المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبرالمجيدة إلى جانب تسليط الضوء على محطات وأحداث تاريخية هامة من الكفاح المسلح. ويدخل هذا الجهد --كما قال السيد زيتوني-- في اطار"الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتقريب مضامينها من الاجيال المتعاقبة وشحذ همم الباحثين والمهتمين لاستجلاء معالمها وملاحمها على درب إشاعة الثقافة التاريخية ومحاربة ثقافة النسيان". ودعا هؤلاء الباحثين إلى "المثابرة ومواصلة الجهد لتعميق العمل من أجل حماية ذاكرة الامة"، مذكرا في هذا الاطار ب"الاهمية الكبيرة التي أولاها التعديل الدستوري الأخير لحماية الذاكرة". كما حث السيد زيتوني على التفكير في إصدار كتاب حول الثورة التحريرية لفائدة المتمدرسين من الطور الابتدائي ليعمم بعد ذلك على الطورين المتوسط والثانوي ثم على الجامعة. من جهة خرى، إعتبر الوزير المحرقة الرهيبة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي ضد سكان قبيلة الرياح بجبال الظهرة في 1845 بأنها جريمة من بين تلك العديدة التي ارتكبها الاحتلال في عدة مناطق من الوطن لإبادة الشعب الجزائري. وقد أدت هذه المجزرة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي إلى سقوط أزيد من 1000 شهيد.