أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس الأول، أن قضية إعادة جماجم المقاومين الجزائريين، الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية، والذين يحتفظ برفاتهم في متحف الإنسان بباريس، متكفل بها من طرف الدولة. وأوضح، على هامش ندوة بالمتحف الوطني للمجاهد بمناسبة الذكرى ال171 لمحرقة قبيلة أولاد رياح في جبال الظهرة بولاية مستغانم، أن قطاعه يسعى حاليا، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها الى أكثر من قرن. للتذكير، كان الأستاذ الجامعي إبراهيم السنوسي قد بادر بإطلاق عريضة إلكترونية لجمع التوقيعات، من أجل المطالبة بإعادة رفات هؤلاء المقاومين إلى الجزائر. وتعود هذه الرفات، التي هي أغلبها جماجم صلبة للشهداء محمد لمجد بن عبد المالك، المعروف باسم شريف بوبغلة والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة، منطقة بسكرة، في سنة 1849 وموسى الدرقاوي وسي مختار بن قديودر الطيطراوي. ومن ضمن هذا الاكتشاف أيضا، هناك الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبد القادر. كما دعا وزير المجاهدين الأجيال الصاعدة إلى الاقتداء بتضحيات الشهداء والمجاهدين، من أجل بناء الحاضر واستشراف المستقبل. وقال الوزير إن الاقتداء بهؤلاء الأسلاف، الذين ضحوا في سبيل تحرير الوطن، سيساهم، بلا شك، في الارتقاء بالجزائر إلى مدارج التقدم وكسب رهانات الإزدهار ورفع تحديات النماء. ويرى زيتوني في هذا الإطار، بأنه يتعين على الأجيال، التي أثبتت، دوما، وعيها الوطني، أن تبقى في تواصل مستمر بذاكرتها وتستحضر، باستمرار، حجم التضحيات التي كابدها الأسلاف في سبيل استعادة الحرية والكرامة وتحقيق مكسب الاستقلال. وتطرق في نفس السياق، إلى الدور الذي يقوم به قطاع المجاهدين من أجل صيانة الذاكرة الوطنية من خلال إيلاء أهمية بالغة لكتابة التاريخ وتبليغه بمختلف الطرق والوسائط، تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية. وذكر الوزير بهذا الخصوص، بما تم إنجازه من الأشرطة الوثائقية والأفلام التاريخية التي تبرز مسيرة رموز المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر المجيدة، إلى جانب تسليط الضوء على محطات وأحداث تاريخية هامة من الكفاح المسلح.