تحتضن العاصمة الصينيةبكين يومي الخميس و الجمعة اجتماعا للتنسيقيين حول تنفيذ الأعمال المحققة في إطار متابعة قمة جوهانسبورغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي بمشاركة حوالي ثلاثين وزيرا افريقيا و ممثلين صينيين رفيعي المستوى. و يقود وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل الوفد الجزائري المشارك في أشغال هذا الإجتماع الوزاري لإبراز مدى إلتزام الجزائر بالمشاركة في حركية الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا و الصين. و أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية اليوم الأربعاء أن السيد مساهل سيقوم خلال مشاركته في هذا الإجتماع التقييمي الهام ب"تقديم عرض واف حول الرؤية الجزائرية لتطوير مسار التعاون والمبادلات بين إفريقيا والصين بما يكفل تعزيز ديناميكية التنمية والنمو التي تعرفها بلدان القارة". كما سيجري السيد عبد القادر مساهل على هامش مشاركته في هذا الإجتماع "عدة لقاءات مع كبار المسؤولين الصينيين في إطار مواصلة التشاور السياسي وبحث السبل الكفيلة بترقية التعاون الثنائي وتدعيم الشراكة الإستراتيجية بين البلدين". و حسب جدول أعمال الإجتماع سيتم تنظيم ملتقى حول التعاون التجاري بين أصحاب المشاريع الصينيين و الإفريقيين إلى جانب مراسيم توقيع اتفاقات بين الحكومات و أصحاب المشاريع الخواص و ذلك خلال اليوم الأول من اللقاء. و سيجري اجتماع المنسقيين يوم الجمعة بمشاركة ثلاثين وزيرا إفريقيا من بينهم عشرة وزراء للشؤون الخارجية. و يمثل الطرف الصيني على مستوى رفيع بمشاركة مستشار الدولة يانغ يي و وزير الشؤون الخارجية غاو هوشنغ. و سيقوم الوزراء المنسقيين خلال الإجتماع باستعراض مدى تقدم تنفيذ خطط التعاون التي تم عرضها خلال القمة التي انعقدت في 4 و 5 ديسمبر الماضي بجوهانسبورغ (جنوب افريقيا) حيث تم إطلاق عشر مشاريع تعاون لسنتي 2016-2017. و كان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد أعلن خلال قمة جوهانسبورغ عن إطلاق 10 مشاريع كبرى للتعاون قصد بعث التعاون بين الطرفين في عدة قطاعات لاسيما التصنيع و عصرنة الفلاحة و الهياكل القاعدية و الخدمات المالية و التنمية الخضراء و التجارة و تسهيل الإستثمار و تقليص نسبة الفقر و تحسين الرفاهية و الصحة العمومية و التبادل بين الشعوب و السلم و الأمن. و من أجل ضمان تنفيذ هذه المبادرات كان الرئيس شي قد أعلن عن تقديم الصين لدعم مالي قدره 60 مليار دولار كمساعدة مالية منها 5 ملايير دولار من القروض بدون فوائد و 35 ملايير من القروض بنسب تفضيلية. و يعد منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي تم تأسيسه في 2000 فضاء للتحادث من أجل تعاون اقتصادي أكبر بين الصين و افريقيا كما أصبح حدثا هاما لإقتصادات و دبلوماسيات الطرفين و الذي يعكسه عدد الرؤساء المشاركين و إبرام العديد من الإتفاقات و العقود. و تمكنت الصين من فرض نفسها على القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة كفاعل اقتصادي هام حيث أضحت أول شريك تجاري لإفريقيا بأزيد من 300 مليار في 2015. و في مجال الإستثمار تنشط أزيد من 2.500 شركة صينية في إفريقيا في عدة قطاعات لا سيما المناجم و الطاقة و الإتصالات السلكية و اللاسلكية و البناء و النقل.