انطلقت، أمس، بمدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، أعمال قمة منتدى التعاون الصيني - الإفريقي (فوكاك 2015)، تحت شعار "الصين وإفريقيا تتقدمان معا.. تعاون مربح للجانبين من أجل تنمية مشتركة"، وذلك بمشاركة الرئيس الصيني شي جينبينغ، وعدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة. ويمثل الوزير الأول عبد المالك سلال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في القمة التي تدوم يومين بمشاركة ممثلي الاتحاد الإفريقي والعديد من المنظمات الإقليمية. وستكون القمة مناسبة لتقييم ماتم منذ 15 سنة أي منذ إطلاقها سنة 2000، وذلك للنظر في كيفية تعزيز النمو القوي لعلاقات التعاون الصيني الإفريقي.لاسيما وإنها ستعرف تنظيم منتدى لرجال الأعمال بهدف استغلال الطاقات وفرص الأعمال والاستثمار الهامة التي تزخر بها إفريقيا والصين والممنوحة للمتعاملين الاقتصاديين بكلا الطرفين. وقاد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، الوفد الجزائري المشارك في أشغال الندوة الوزارية التحضيرية للقمة أول أمس ببريتوريا. وعكف الوزراء خلال هذا الاجتماع على دراسة والمصادقة على وثيقتين هامتين وهما الاعلان السياسي لجوهانسبورغ ومخطط العمل 2016-2018 الذي يحدد جوانب وإطار التعاون بين الصين وإفريقيا. كما قاموا بتقييم شامل وموضوعي لمدى تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية المقررة في إطار هذه الشراكة منذ 15 سنة. وستشكل هاتان الوثيقتان محور مصادقة رسمية من طرف رؤساء الدول والحكومات، اليوم، في اختتام الأشغال. وعلى هامش هذه القمة سينظم منتدى رجال الأعمال الصينيين والأفارقة بهدف "استغلال الطاقات وفرص الأعمال والاستثمار الهامة التي تزخر بها إفريقيا والصين والممنوحة للمتعاملين الاقتصاديين بكل الطرفين". واقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس، الارتقاء بالنمط الجديد للشراكة الإستراتيجية بين بلاده وإفريقيا إلى "شراكة تعاونية إستراتيجية شاملة". وأعلن أن بلاده سوف تقدم 10 خطط كبرى لتعزيز التعاون مع إفريقيا في الأعوام الثلاثة القادمة. وقال في كلمة افتتاح أعمال القمة "إن العلاقات الصينية الافريقية تعيش أبهى أوقاتها، حيث يفتح الجانبان آفاقا جديدة لتعزيز التعاون المشترك وإرساء قواعد تنمية قوامها الصداقة والمصالح المشتركة". وقدم الرئيس الصيني حصيلة عن نتائج 15 سنة من إنشاء المنتدى الصيني- الافريقي، معتبرا إياه "نموذجا يحتذى في التعاون جنوب جنوب". وأعلن بالمناسبة عن تقديم 60 مليار دولار من القروض المخصصة للمشاريع التنموية بالقارة، وقال في هذا الصدد "قررت الصين منح 60 مليار دولار من المساعدات المالية، تتضمن 5 ملايير دولار من القروض بدون فائدة و35 مليار دولار بفوائد تفضيلية واعتمادات تصديرية بشروط أكثر تيسيرا و5 ملايير دولار رؤوس أموال إضافية لصندوق التنمية بين الصين وإفريقيا وقرض خاص لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصندوق التعاون في مجال الطاقة الانتاجية للصين وإفريقيا برأسمال أولي تبلغ قيمته 10 ملايير دولار". وهو التصريح الذي قوبل بتصفيقات حارة من قادة البلدان الأفارقة الحاضرين في القمة، الذين تأثرت اقتصادات بلدانهم بالتراجع الكبير في أسعار المواد الأولية التي تعتمد عليها غالبية الدول الافريقية في تمويل تنميتها، في غياب اقتصادات منتجة قادرة على دفع التنمية خارج الصادرات من المواد الخام، لاسيما المحروقات والمعادن وبعض المنتجات الفلاحية كالكاكاو. وسيوجه هذا المبلغ المال الذي يمتد لثلاث سنوات، لمساعدة هذه الدول في مجالات مختلفة أهمها الزراعة والتصنيع وتخفيف حدة الفقر، إضافة إلى الصحة والثقافة والأمن وحماية البيئة. في السياق، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم منحة بقيمة 60 مليون دولار إلى الاتحاد الافريقي بهدف تحسين قدرات قوات حفظ السلام الافريقية. وقال إن "هذه المنحة موجهة لدعم بناء قوة استعداد إفريقية والقدرة الافريقية للرد الفوري على الأزمات". وأضاف أن "الصين ستواصل المشاركة في مهام قوات حفظ السلام الدولية في إفريقيا ودعم بناء قدرة الدول الافريقية في مجالات مثل الدفاع ومكافحة الارهاب ومنع الشغب ومراقبة الجمارك والهجرة". وتعد خطة التعاون في السلام والأمن واحدة من 10 خطط أعلن عنها الرئيس الصيني في خطابه الافتتاحي. ورحب الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما في كلمته بضيوف بلاده الذي جاؤوا لتخليد "مسيرة طويلة من التعاون الصيني الافريقي الذي انعكس ايجابا على تنمية القارة برمتها". وقال إن بلاده العضو في مجموعة العشرين "لن تدخر جهدا من أجل تعزيز هذا التعاون خدمة للشراكة بين الجانبين، بما ينعكس إيجابا على تطوير جهود التنمية في القارة الافريقية".