يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد اجتماعا طارئا حول الوضع الراهن في سوريا وبالخصوص التصعيد العسكري الأخير في مدينة حلب التي تتعرض لقصف اعتبرته الأممالمتحدة " الأكثف والأطول" منذ بدء الأزمة بسوريا التي أكدت دمشق من جانبها أن حلها يمر حتما عبر محاربة الإرهاب وحوار سوري. فبناء على طلب من الولاياتالمتحدة وفرنسا وهما من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المكون من 15 دولة يعقد المجلس اجتماعا طارئا حول سوريا ويأتي بعد أيام فقط من انتهاء هدنة توسطت فيها روسياوالولاياتالمتحدة وذلك في يوم الاثنين الماضي من دون تمديد نظرا إلى تصاعد التوتر بين روسياوالولاياتالمتحدة. وضع أنساني مقلق تعيشه حلب، أكبر المحافظات السورية وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يشعر بالفزع إزاء التصعيد الأخير في حلب قائلا إن المدينة الواقعة في شمال سوريا تتعرض "لقصف يعد الأكثف والأطول منذ بدء الصراع السوري". وحسب تقارير محلية فان 250 شخصا قتلوا جراء غارات جوية استهدفت المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في شرقي حلب. وكان آخر اجتماع طارئ للمجلس قد عقد السبت الماضي بناء على طلب روسيا ردا على الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة على مواقع عسكرية سورية. وفي ظل هذا الوضع دعا مدير عمليات الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إيان إيغلاند اليوم ، روسياوالولاياتالمتحدة إلى التدخل لوقف القتال الدائر في حلب السورية. وقال إيغلاند "لابد أن يسمح لشاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدينة التي يشتكي العاملون في مجال الإغاثة من تدهور الأوضاع بها ، وصعوبة الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، وقلة عدد فرق الإنقاذ التي تتولى مهمة إسعاف المصابين والبحث عن العالقين". من جهته طالب منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة والطوارئ ستيفن أوبراين بهدنة 48 ساعة اسبوعيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سوريا. وقال أوبراين اليوم في تصريحات بنيويورك ان" ما نحتاجه بسوريا هو هدنة لمدة 48 ساعة إسبوعيا لإيصال المساعدات" ووصف الوضع الإنساني في حلب بأنه " لا يطاق"، إلا أنه شدد على ضرورة عدم الاستسلام ومواصلة المساعي لمساعدة المدنيين. سوريا تؤكد أن إنهاء الأزمة يمر حتما عبر محاربة الإرهاب وحوار سوري-سوري ومن على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس السبت بعض الدول ب"استغلال المأساة الإنسانية للسوريين" ولاسيما في المناطق التي يسيطر عليها "الإرهابيون" لتحقيق الأهداف التي ليس لها أي صلة بالمبادئ الإنسانية أو مصالح الشعب السوري. وقال إن سوريا لا تزال تعاني من أهوال الحرب وتشريد شعبها مضيفا انه "لا تزال بعض البلدان تذرف دموع التماسيح على أوضاع السوريين في بعض المناطق متهمة الحكومة السورية باستخدام سياسات الحصار والتجويع". وقال إن "هذه الدول استمرت طول الوقت في دعم وتسليح الإرهابيين الذين يحاصرون المدنيين في تلك المناطق من الداخل واستخدامهم كدروع بشرية ومنع وصول المساعدات الإنسانية أو مصادرتها". وبعد أن أكد انه "لا أحد أكثر التزاما من الحكومة السورية بإنهاء معاناة السوريين وتوفير حياة كريمة لهم أينما كانوا وبدون استثناء" قال وزير الخارجية السوري أن الشعب يرفض تماما الحلول المفروضة من الخارج للأزمة السورية. وشدد على أن إنهاء الأزمة يكمن في مسارين متوازيين، هما، محاربة الإرهاب، وحوار سوري -سوري دون تدخل خارجي مؤكدا التزام الحكومة السورية بالمضي قدما في عملية سلام تقودها الأممالمتحدة.