أسدل الستار ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بقاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة على العروض السينمائية المبرمجة لمنافسة الطبعة الثانية من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بفيلم جزائري " الآن .. يمكنهم أن يأتوا " لسالم براهيمي الذي يتناول جوانب من مأساة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي. فخلال ساعة و 55 دقيقة استوقف هذا العرض الجمهور الذي حضر بقوة آخر سهرة سينمائية لهذا لمهرجان عند آلام حقبة التسعينيات بالجزائر ومأساتها التي فرضتها القوى الظلامية ليكون هذا العمل السينمائي التفاتة وتحية عرفان خاصة لأبناء الجزائر الذين صمدوا وفرضوا استمرار الحياة كما أشار إلى ذلك المخرج خلال الندوة الصحفية التي أعقبت عرض هذا الفيلم . ويتناول هذا العمل السينمائي المقتبس عن رواية أرزقي ملال والذي يعود إنتاجه لكل من سالم براهيمي و ميشال ري غافراس هذه الحقبة السوداء من تاريخ الجزائر المستقلة من خلال قصة زوج " يسمينة و نور الدين " فيتأثران بمحيط متشنج ويوميات تتعقد فيها العلاقات والروابط يوما بعد يوم ليعود التلاحم من جديد في ظروف مأساة صمد لها الجزائريون. وخلال الندوة الصحفية التي نشطها مخرج ومنتجا الفيلم وكذا صاحب الدور الرئيسي أمازيغ كاتب تناولت نقدا للغة الفيلم التي تأرجحت بين اللهجة الدرجة و الفرنسية وكرونولوجيا الأحداث التي تم عرضها حسب البعض بصفة سطحية . من جهة أخرى شهد اليوم الأخير من برنامج العروض السينمائية الطويلة المدرجة للمنافسة عرضين آخرين الأول مغربي بعنوان " ميلوديا المورفين " والآخر فلسطيني بعنوان "المحبوب " . وتناول العمل السينمائي " ميلوديا المورفين " للمخرج هشام آمال بكثير من الرمزية السينمائية الصراع بين العبقرية والآلام وذلك من خلال قصة موسيقار يبلغ الشهرة ثم يفتقدها بعد إصابته بحادث يفقده ذاكرة العزف والتأليف الموسيقى. ويجسد هذا الفيلم بكثير من الرمزية صور الصراع مع الذات بكثير من الآلام و التحدي. و من خلال قصة الشاب الفلسطيني الفنان محمد كان العمل السينمائي الفلسطيني "المحبوب " للمخرج " هاني أبو سعد الذي عرض في آخر سهرات منافسة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي مثالا للصمود و التحدي والأمل الذي يحمله أبناء فلسطين . فبعد أن كان يغنى ويحيي الأعراس و الأفراح وهو طفلا صغيرا عزم محمد عند بلوغه سن 25 سنة تحدي الصعاب والسفر من قطاع غزة إلى مصر ليشارك في برنامج عرب آيدول ويغني لبلاده فلسطين معتبرا ذلك تحد و انتصار لكل الفلسطنيين. و تم في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي المدرجة في منافسة الأفلام الطويلة عرض 15 عملا سينمائيا للمنافسة على جائزة "العناب الذهبي". كما شهد المهرجان عرض سبعة أفلام وثائقية وقصيرة بالإضافة إلى استضافة إيران كضيف شرف لهذه الطبعة وذلك بأربعة أعمال سينمائية. و إلى جانب ورشات تكوينية في المهن السينمائية نظمت لفائدة السينمائيين الهواة شاهد الجمهور العنابي على هامش فعاليات هذه الطبعة المتواصلة منذ 6 إلى 12 أكتوبر الجاري فليمين بريطانيين على التوالي " بيل " لريتشارد براسويل حول الكاتب والمسرحي العالمي شكسبير و " الكثير من اللغط حول لا شيء" للمخرج كينيث براناغ وذلك في إطار البرنامج الدولي لإحياء الذكرى ال 400 لرحيل وليام شكسبير.