دعا المؤرخ والمجاهد جمال قنان، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، الباحثين في الحركة الوطنية تسليط الضوء على الجوانب الخفية من تاريخ الجزائر مشيرا ان بعض الفترات تتطلب الإهتمام اكثر من طرف المؤرخين. وأوضح الباحث الجامعي والمجاهد في صفوف الحركة الوطنية بمناسبة إحياء الذكرى ال 62 لاندلاع الثورة التحريرية نظمها معرض الذاكرة بالتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، أن الفترة الممتدة من 1830 إلى 1876 تتطلب الاهتمام أكثر من الكتاب والمؤرخين لكي تأخذ حقها من التنقيب والدراسة لأنها عرفت سياسة إبادية من طرف الاستعمار لم يعرفها التاريخ من قبل. وفي هذا السياق، ذكر بان تعداد الشعب الجزائري كان يبلغ قبل الإستعمار الفرنسي 8 إلى 10 ملايين نسمة وأصبح في سنة 1845 لا يتجاوز 4 ملايين نسمة لينخفض تعداده في سنة 1876 إلى حدود مليون ونصف المليون نسمة . وأضاف أن الفاتح من نوفمبر أعاد الحياة للشعب الجزائري بأكمله وكان الخيار الوحيد لاستعادة الاستقلال الوطني داعيا الشباب إلى استخلاص العبر والدروس من أبائهم وأجدادهم والجيل السابق الذي ضحى بالنفس والنفيس من اجل استقلال البلاد. كما وجه رسالة للشباب للعمل من اجل بناء وطن قوي والتخلص من فكرة القائلة من له رأي مخالف لك فهو عدوك والاهتمام بالبرامج وليس بالأشخاص من اجل تمكين الشعب من استعادة سيادته ومجده. ومن جهتها أشادت المجاهدة أنيسة بركات بنضال المرأة أثناء الثورة التحريرية والتحاقها بصفوف الثوار الأحرار، تاركة مقاعد الدراسة وهي في ريعان الشباب مشيرة إلى أن مظاهر المقاومة للمرأة الجزائرية للاستعمار تعددت من امرأة فيدائية إلى مسبلة إلى امرأة مناضلة آخذة العبرة من البطلات الرمز عبر التاريخ كفاطمة انسومر وعائلة الأمير عبد القادر . وبدوره ذكر الأستاذ مصطفى لومصير من جامعة الجزائر (2) أن الحديث عن الثورة الجزائرية تجاوز الحدود الجغرافية آنذاك قائلا انه عند انطلاق الشرارة الأولى للكفاح المسلح كان الشعب العربي يعيش نكبة فلسطين فانتقلت الثورة الجزائرية الكبرى من محلية إلى مغاربية إلى إقليمية وعربية وأصبحت مفخرة لكل عربي ونموذج للحركات التحررية عبر العالم . للإشارة كان رجال الأسلاك الأمنية والطلبة والحضور في البداية الندوة على موعد مع شريط وثائقي يحكي عن هجومات المجاهدين في عدة مناطق من الوطن والتي استهدفت عدة مدن وقرى، ومقاومة الشعب للاحتلال منذ نزوله على ارض الوطن. وفي الأخير، تم بالمناسبة تكريم المجاهد والمؤرخ جمال قنان نظير ما قدمه للمكتبة الوطنية من العشرات الإصدارات في التاريخ الوطني وعرفانا بالمجهودات التي قدمها في سبيل الوطن أثناء الثورة وبعدها.