أكدت إطارات من أسلاك الأمن أن ظاهرة تعاطي المخدرات المستفحلة في الأوساط الشبانية و الناشئة تستوجب توحيد الجهود و التنسيق من أجل التوعية وإيجاد آليات للتبليغ قصد ردع الشبكات المروجة لهذا السم القاتل. وشدد رئيس فرقة مكافحة المخدرات بأمن ولاية الجزائر طارق غلاب خلال تدخله في إطار "أيام محاربة الآفات الاجتماعية" المنظمة بالمسرح الوطني الجزائري على مدى ثلاثة أيام (من 6 إلى 8 نوفمبر 2016) على أهمية أن يعي مدراء المؤسسات التربوية و المستشارين التربويين أهمية التبليغ عن حالات استهلاك المخدرات. وأضاف السيد غلاب، أنه إذا كان التشريع المدرسي يجيز السر المهني إلا أنه في حالات حيازة المخدرات و الاعتداء الجنسي و غيرها من الجنح يصبح التبليغ عنها "واجبا" و أن التستر عليها باسم الحفاظ على توازن المؤسسة التربوية يعد في هذه الحالة "تستر على الجريمة". وبدورها قالت السيدة ماروك كريمة سليماني مديرة متوسطة بن شنب بالقصبة العليا إن الأحياء المعوزة أصبحت مرتعا للمخدرات و أن الطاقم التربوي بحاجة إلى دورات إرشادية على مدار السنة تعلمهم كيفية التعامل مع الأحداث. وتقاربت طروحات المتدخلين من قطاع التربية المشاركين في التظاهرة التحسيسية حيث اعترفوا أنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع تلاميذ في الأطوار المتوسطة و الثانوية يتعاطون المخدرات أو وجود خطر عليهم في المحيط الخارجي للمدرسة. وفي هذا الإطار، أوضح الملازم أول للشرطة إبعزاتن مولود المكلف بالاعلام و الاتصال بأمن ولاية الجزائر أن هناك 13 خلية إصغاء وضعت تحت تصرف المواطنين وكذا المؤسسات التربوية و أطقمها وهي تعمل يوميا على متابعة مستجدات ما يحدث في تلك الفضاءات التربوية ما يحيط بها. و أردف المتحدث أن مديرية الأمن الوطني لولاية الجزائر قررت الاستعانة بأساليب جديدة في توعية الجماهير بمخاطر المخدرات و ذلك بإدراج المسرح كمنصة مثالية لتمرير الرسالة التحسيسية ولكون الفن الرابع هو فن المباشر و التفاعل الحي. وفي السياق ذاته ذكر الملازم الأول إبعزاتن أن الأمن الوطني الولائي تعود منذ فترة طويلة على تقديم مساعدات لمنتجي السينما و الأفلام من سيارات و ألبسة نظامية وكذا إعطاء بعض التقنيات للمثلين كإجراءات التوقيف و حمل السلاح و غيرها. وكشف الرائد دراجي عبد المالك من جهة أخرى عن وجود فرق أحداث تقوم بعمل دوري عبر مختلف المؤسسات التربوية وأن الواقع اليوم يستلزم على الجميع تنسيق مستمر للتعرف على حجم الكارثة" التي ألمت بالمجتمع الجزائري. وكشف الرائد دراجي أنه خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2016 أحصيت 2784 قضية تورط فيها 4238 شخص فيما سجلت سنة 2015 تورط 6518 شخص. أما من يتعاطى المخدرات بمختلف أشكالها و أنواعها فتحدث الرائد عن 63% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة 21ر1% منهم إناث و أن 75% من المتورطين في هذه القضايا هم من العزاب و 57 % من ذوي المستوى الثقافي المتوسط و 33% بدون مهنة.