تحل يوم الثلاثاء الذكرى ال28 لاعلان قيام دولة فلسطين الذي استند الى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين وسط نشاط متزايد لحكومة الاحتلال ومستوطنيها في سياسة العدوان العنصرية ضد فلسطين وشعبها والتي تتهدد بتدمير ما تبقى من حل الدولتين . ففي عام 1988 اعلن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الجزائر وأمام الدورة ال19 للمجلس الوطني الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وثيقة الاعلان أكسبت القضية الفلسطينية بعدا سياسيا ودوليا ويحيي الفلسطينيون ذكرى إعلان "الاستقلال الفلسطيني" أو قيام دولة فلسطين من خلال عطلة رسمية في فلسطين وعبر اقامة مسيرات وفعاليات تطالب بانهاء الاحتلال الإسرائيلي واقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس. وثيقة الإعلان التي كتب كلماتها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش جاء في نصها " تهيب دولة فلسطينبالأممالمتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه وتهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية أن تعينها على تحقيق أهدافها ووضع حد لمأساة شعبها بتوفير الأمن له وبالعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية". ونصت الوثيقة على "مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال وترسيخ السيادة والاستقال". وبعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية اعترفت العديد من دول العالم أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة في 13 ديسمبرمن عام 1988 حيث وصل عدد الدول المعترفة دولة فلسطين إلى أكثر من 80 دولة عند نهاية نفس العام. وبحسب وزارة الخارجية الفلسطينية فمنذ إعلان الاستقلال قبل 28 عاما وحتى اليوم اعترفت 137 دولة بدولة فلسطين التي أعلنت ايضا دولة مراقب في الأممالمتحدة في عام 2012 وانضمت إلى المعاهدات والمنظمات الدولية بما فيها المحاكمة الجنائية الدولية في عام 2014. ورفرف العلم الفلسطيني لأول مرة في التاريخ على مبنى الأممالمتحدة في مايو 2015 بما يعكس اعتراف الدول بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وترسيخ السيادة الفلسطينية على الأرض . وعلى الرغم من إعلان قيام دولة فلسطين إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عام 1948 لايزال جاثما على نفوس ابناء هذه الارض حيث تسيطر إسرائيل على 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية وفق لاحصائيات رسمية. وكشف تقرير صادر عن الإحصاء المركزي الفلسطيني شهر مايو الماضي أن إسرائيل تستولي على 85 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كيلومتر مربع ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15 بالمئة فقط من مساحة تلك الأراضي. يضاف الى ذلك ان الولاياتالمتحدة استخدمت يوم 31 ديسمبر من عام 2014 حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار عربي ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنهاية عام 2017. عبث اسرائيل ووضع نفسها فوق القانون قد يجر المنطقة إلى كوارث وتحل ذكرى اعلان قيام فلسطين دولة وسط تصعيد لسياسة اسرائيل العدوانية تجاه الأراضي الفلسطينية وشعبها التي لم تهدأ البثة بل تتصاعد في كل مرة تجد اسرائيل نفسها مهددة بقرارات دولية تثبت أحقية الشعب الفلسطيني على ارضه كما جرى منذ شهر باعلان "اليونسكو" قرارها التاريخي بعدم وجود أي علاقة لليهود بمدينة القدس الشرقية والمسجد الأقصى. وبعد هذا القرار راحت حكومة بن يمين نتنياهو في اطلاق العنان لسياسة التهويد وقضم المزيد من الاراضي الفلسطينية عبر مضاعفة البؤر الاستيطانية الى جانب استهداف المواقع التاريخية والأثرية الإسلامية بشكل غير مسبوق في تحد واضح للمجتمع الدولي. وفي أخر صور هذا التحدي مصادقة ما تسمى باللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الحكومة الإسرائيلية بالإجماع من قبل وزراءها السبعة على قانون لشرعنة البؤر الاستيطانية . و حذرت الرئاسة الفلسطينية من خطورة الإجراءات الإسرائيلية هذه الى جانب اقدامها على منع الأذان عبر مكبرات الصوت بالقدسالمحتلة وأكدت أنها ستجر المنطقة إلى كوارث. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية ان "هذه الإجراءات مرفوضة بالكامل وإن القيادة ستتوجه إلى مجلس الأمن الدولي وإلى كل المؤسسات الدولية لوقف هذه الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية".