اكد العديد من وزراء الدول الاعضاء بمنظمة البلدانالمصدرة للنفط (اوبك) اليوم الاربعاء بفيينا على قدرة المنظمة على ابرام اتفاقلخفض الانتاج مثلما اقترحته الجزائر. و تعقد الاوبك اجتماعها الوزاري العادي 171 و الذي يتضمن في جدول اعمالهدراسة الاقتراح الجزائري القاضي بخفض انتاج المنظمة ب1ر1 مليون برميل يوميا. و في هذا الاطار اعرب وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة عن "ثقته"في ان تتمكن الاوبك من التوصل الى اتفاق لخفض انتاجها مضيفا ان هذا الاتفاق "سيسمحبضبط اسرع للسوق و هذا ما نسعى اليه". "سيكون هناك اجماع و نحن جد ايجابيون" يقولالسيد بوطرفة. و صرح الوزير على هامش الندوة "يمكنني القول اننا نقترب من التوصل الىاتفاق و آمل ان نحصل على هذا الاتفاق مع نهاية الاجتماع".كما ابرز السيد بوطرفة المجهودات المبذولة من قبل الجزائر من اجل تجسيدالاتفاق الذي توصل اليه اعضاء المنظمة شهر سبتمبر الماضي بالعاصمة الجزائرية. "هناك مجهودات معتبرة من طرف السلطات الجزائرية و على راسها رئيس الجمهوريةعبد العزيز بوتفليقة الذي اولى للموضوع اهمية بالغة و اعطى دعمه لهذا الاجتماعمن اجل ان يجري في احسن الظروف" يواصل السيد بوطرفة. و بعد ان لفت الى ان كيفيات تطبيق هذا التخفيض قد "تم تحديدها بنسبة 90بالمائة" اكد الوزير انه سيتم تنظيم اجتماع بين منظمة الاوبك و الدول المنتجة غيرالاعضاء بها بغية تحديد اليات التخفيض بالمنتجين غير الاعضاء. و قال السيد بوطرفة في هذا الصدد "ان الروس كانوا دائما يقولون انهم ينتظرونالتوصل الى اتفاق و هذا ما ارجوه. و سيكون هناك اجتماع بين الاوبك و الدول غيرالاعضاء بالاوبك من اجل تحديد الالية. نحن نتوقع ردة فعل روسيا بعد الاجتماع". من جانبه اعرب الوزير الايراني للنفط بيجان نامدار زنغنه عن امله في الخروج "برقم جيد" لتخفيض الانتاج من اجل استقرار السوق النفطية مشددا على ضرورة التوصلالى توافق بين الدول الاعضاء و غير الاعضاء بالاوبك. و حسب الوزير الايراني فانه يتوجب كذلك الاخذ بعين الاعتبار ان النفط الصخرييمكن ان يعود الى السوق و يقود اسعار الخام من جديد نحو الاسفل. "لكننا نعتقد انالامور تسير في الاتجاه الصحيح" يضيف السيد زنغنه. اما الوزير السعودي للطاقة خالد الفالح فيرى انه حتى في حال فشل الاجتماعفي التوصل الى اتفاق فان السوق سيتمكن من العودة الى الاستقرار بنفسه. "هناك احتمالانو كلاهما جيدان: اما الا نتمكن من التوصل الى اتفاق حيث ستستقر الاسواق بنفسها. و هذا ما هو مقبول بالنسبة لنا كسعوديين فهو سيسمح بتاخير اعادة تصحيح السوق وهو امر ليس سلبيا" يقول السيد الفالح في تصريح صحفي على هامش اجتماع الاوبك.و اضاف الوزير السعودي قائلا "اما اذا حصل اتفاق فسيكون ذلك بمثابة اشارةقوية للمستثمرين من اجل إعادة بعث الاستثمارات. و سيكون الفارق من ستة أشهر إلىسنة و هذا الأمر لن يزعجنا (السعوديين) اذ يمكننا المقاومة". من جهته صرح الوزير العراقي للنفط أن اجتماع الأوبك "سيتوج بالنجاح و بنتائجايجابية لنا. فالعراق جد ملتزم بمصالحه لكننا نتعاون مع الأوبك من اجل الوصول إلىنتائج جيدة". و من جانبه قال الوزير الإماراتي للطاقة سهيل المزروعي انه يأمل في أنيتوصل هذا الاجتماع إلى "قرار ايجابي من اجل تجسيد اقتراح الجزائر" محييا في هذاالإطار "المجهودات التي بذلتها الجزائر" من اجل التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج. "إننا نشكر أشقاءنا الجزائريين على المجهودات التي بذلوها. فهذا الاجتماعضروري من اجل بعث الطمأنينة في الأسواق و علينا بإرسال إشارات مشجعة" يؤكد الوزيرالإماراتي. رئيس الأوبك يحيي جهود الجزائر و في تدخله خلال الندوة حرص الرئيس الحالي للمنظمة و الوزير القطري للنفطمحمد صالح السدا على شكر وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة على "مساهمته المعتبرة"في انتزاع اتفاق بالجزائر خلال الاجتماع الاستثنائي المنعقد يوم 28 سبتمبر الماضي. و أضاف السيد السدا أن لجنة الخبراء التي ترأسها الجزائر ساهمت في تاطيرالمشاورات بين الأوبك و الدول غير الأعضاء بالأوبك و على معرفة المخاطر و اتخاذإجراءات استباقية من اجل ضمان توازن السوق بشكل مستدام. كما ابرز الوزير القطري "العمل الممتاز" الذي قامت به اللجنة خلال الشهرينالماضيين مشيرا إلى أن الاجتماعات و المشاورات التي باشرتها هذه الهيئة كانت "جدبناءة". و أعرب السيد السدا عن أمله أيضا أن يسمح هذا الاجتماع بحصول "محادثاتايجابية من اجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف" مؤكدا أن منظمة الأوبك تقدرأهمية أعادة استقرار أساسيات السوق و عودته إلى التوازن بشكل مستدام. و حسب رئيس الاوبك فان هذا الأمر سيكون "مفيدا لاقتصاداتنا و للسوق النفطيةالدولية و لكل الاقتصاد العالمي".من جهة اخرى لفت السيد السدا إلى أن الطلب العالمي على الخام سيرتفع خلال 2016 و 2017 بنحو 2ر1 مليون برميل يوميا في الوقت الذي تبقى فيه توقعات النمو الاقتصاديالعالمي مقبولة لسنتي 2016 و 2017 عند 9ر2 و 1ر3 بالمائة على التوالي.