ساهمت فرق تراثية محلية في إضفاء أجواء من المتعة والفرجة الليلة الماضية في أولى سهرات المهرجان الثقافي الوطني أهلليل الذي يتواصل هذا الخميس في يومه الثاني من طبعته العاشرة بالمقاطعة الإدارية تيميمون (200 كلم شمال أدرار). و قد تألقت عديد الجمعيات المهتمة بأداء تراث أهلليل التي قدمت للجمهور المتذوق لهذا التراث المتميز خلال تلك السهرة التي تواصلت إلى ساعة متأخرة من الليل باقة من الوصلات الرائعة من قصائد أهلليل التي لقيت تجاوبا وتفاعلا عفويا للحضور الذين تقاطروا بأعداد غفيرة على مدرجات مسرح الهواء الطلق بعاصمة الواحة الحمراء تيميمون. و أبدعت تلك الفرق التراثية على اختلاف أصنافها والتي تنوعت بين فرق رجالية و نسوية إلى جانب الأشبال في تقديم أفضل ما لديها من أداء على ركح المسرح في مشهد في غاية التناغم الصوتي يعكس مدى تشبث سكان المنطقة بهذا التراث الأصيل و توارثه بين الأجيال و مختلف شرائح المجتمع. و في هذا الجانب قدمت كل من جمعيات " الإشراق الثقافية " و " تيفاوت للفلكلور" و "كوكب الصحراء" و " الديوان " من بلديات أولاد عيسى و شروين إلى جانب جميعتي " أجيدي الثقافية " من بلدية قصر قدور و " تينهولاوين ''النسوية من تيميمون وصلات تراثية متميزة سافرت فيها بالجمهور نحو محطات الزمن الجميل من خلال ترديدها لأشهر القصائد التي ذاع صيتها محليا و وطنيا. وتأتي هذه التظاهرة التراثية التي تحمل شعار "أهلليل رسالة الأجداد للأحفاد" هذه السنة وفاء لروح الشيخ المرحوم الدا مهمي محمد بن عمر الذي يعد واحدا من أعمدة تراث أهلليل في لون "تقرابت" خلال القرن الماضي. و تتواصل فعاليات المهرجان الثقافي الوطني أهلليل على مدى ثلاثة أيام من خلال السهرات الليلية التي برمجتها محافظة التظاهرة لأزيد من ثلاثين جمعية محلية إلى جانب تنظيم أنشطة فلكلورية في الفترة المسائية أمام مسرح الهواء الطلق من أجل المساهمة في تنشيط المحيط. كما سيتم في إطار هذا الحدث التراثي تنظيم بمكتبة المطالعة العمومية ندوة فكرية حول ''مدونة أهلليل '' التي سينشطها باحثون و أساتذة جامعيون ومهتمون بالتراث الشفهي إلى جانب شيوخ أهلليل تتناول مدونة أهلليل في المشهد الثقافي و الإجتماعي لسكان إقليم قورارة. ويكتسي مهرجان أهلليل (28-30 ديسمبر) أهمية بالغة في المشهد الثقافي المحلي لما يحمله من أبعاد حضارية و سياحية من خلال استقطابه للزوار والسياح الذين يتوافدون بكثرة على المنطقة خلال هذه الفترة المتزامنة مع عطلة نهاية السنة مما يشكل ذلك فرصة للتعرف على هذا الزخم من الموروث العريق لمنطقة قورارة ومناسبة للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة للواحة الحمراء وعمرانها المتميز و مواقعها السياحية و الأثرية.