ستتطرق قمة المنظمة الافريقية المرتقبة يوم الاثنين في أديس أبابا إلى تجديد تشكيلة مفوضية الاتحاد الافريقي و اصلاح مؤسساته إضافة إلى القضايا المتعلقة بالسلم و الأمن و التنمية. وستعرف الدورة العادية ال28 للقمة التي ستستمر ليومين تحت عنوان "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب" انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد. ويتنافس على المنصب خمسة مترشحين لخلافة نكوسازانا دلاميني زوما و هم وزراء خارجية كل من التشاد السيد موسى فاكي محمت و كينيا السيدة أمينة محمد جبريل و بوتسواتا بيلونومي فينسون مواتوا و غينيا الاستوائية أغابيتو مبا موكي إضافة إلى الوزير السينغالي الأسبق عبدولاي باتيلي. كان من المفترض ان تجري الانتخابات خلال قمة جويلية 2016 بكيغالي (رواندا) و لكن تم تأجيل هذا الانتخاب لقمة أديس أبابا بعد تمديد عهدة السيدة دلاميني زوما (الرئيسة الحالية). ويتم انتخاب رئيس المفوضية لعهدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة حيث يكون الاقتراع في جلسة مغلقة و يجب على المترشح الحصول على 36 صوتا على الأقل من أصل 54 صوتا. كما سينتخب رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي نائب رئيس المفوضية و المفوضين الثمانية الذين يشكلونها. أما فيما يتعلق بمنصب مفوض السلم والأمن فإن السيد اسماعيل شرقي ترشح لخلافة نفسه لعهدة ثانية مقابل النايجيرية فاطمة كياري محمد. - إصلاح هيئات الاتحاد الإفريقي من بين الملفات الهامة الأخرى التي سيتطرق إليها القادة الأفارقة، مسألة إصلاح هيئات الاتحاد الإفريقي قصد "إنعاش عمل المنظمة و تمكينها من مواجهة التحولات التي تعرفها القارة و العالم". وأوكلت هذه المهمة خلال قمة كيغالي التي عقدت في يوليو 2016، للرئيس الرواندي بول كاغام الذي شكل فريق مكون من تسعة مستشارين بارزين يمثلون كامل القارة. ومن المقرر أن يعد تقريرا يقدم لرؤساء دول و حكومات المنظمة. ويتمثل الهدف من الإصلاح في تكييف المنظمة الإفريقية مع المتطلبات الجديدة في مجال التنظيم قصد إعطاء نفس جديد للاتحاد الإفريقي حتى يصبح "أكثر فعالية و أكثر حضورا على الساحة القارية". كما يرمي هذا الإصلاح إلى تعزيز الوسائل التي يتوفر عليها الاتحاد قصد تجسيد أهدافه الواردة في أجندة 2063. - إقرار السلم كأولوية في القارة وسيكون ملف السلم و الأمن في إفريقيا أيضا احد المواضيع الأساسية المعروضة للنقاش نظرا لأهميته بالنسبة لاستقرار الدول لا سيما و أن العديد من مناطق القارة تعاني من انعدام الاستقرار على الصعيدين السياسي و الأمني. وتمت الإشارة إلى أن انعدام الأمن بقي مطولا عائقا في بعض مناطق القارة المتعودة على الأزمات التي تتغذى أساسا من غياب الردود السياسة للمشاكل إضافة إلى مستوى التنمية الضعيف الذي لا يخدم مصالح السكان المعوزين. ويبقى انشغال إفريقيا الحفاظ على السلم و الأمن و هما نقطتان أساسيتان في تنفيذ برامج التنمية الاجتماعية و الاقتصادية في القارة. - الاستثمار في الشباب وعلى الصعيد الاقتصادي حققت افريقيا تقدما و نموا خلال العشرية الأخيرة بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في تحقيق المشاريع التنموية المدرجة في أجندة 2063 الواردة ضمن أهداف الاتحاد الافريقي. وخلال الاجتماعات التحضيرية لقمة المنظمة الافريقية أبرزت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيدة نكوسازانا دلاميني زوما، التي ستغادر منصبها في ختام القمة أهمية الاستثمار في الشباب "كقوة مستقبلية". يمثل الشباب حاليا أكثر من 70 بالمائة من سكان افريقيا و يبقى تشكيلة هامة لأبرز موارد القارة. وأكدت أن افريقيا في إطار أجندة 2063 سجلت "تقدما في عصرنة الفلاحة و الصناعات الغذائية من خلال تدارك التأخر المسجل في مجالات الطاقة و النقل والمياه و التطهير و من خلال السهر على ترقية الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا الإعلام". يشارك الوزير الأول، عبد المالك سلال، الذي حل أمس السبت بأديس أبابا- في هذه القمة بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.