يسعى المرصد الجامعي الدولي من اجل الصحراء الغربية إلى تنظيم حملة تحسيسية و إعلامية في فرنسا من اجل كسر جدار الصمت المحيط بكفاح الشعب الصحراوي و استقلاله، حسبما أعلنه اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة سيباستيان بولاي باحث و أستاذ الانثروبولوجيا و عضو مؤسس و نائب رئيس المرصد. و أوضح السيد بولاي لدى تنشيطه محاضرة متبوعة بنقاش بالمدرسة الوطنية للعلوم السياسية انه "من الغريب أن تتعرض مسالة (الصحراوية) هامة من التاريخ الحديث للمغرب العربي إلى التعتيم (...) و بالتالي فان هدفنا يتمثل في إقناع و كسر جدار هذا الصمت المطبق حول مسالة الصحراء الغربية من خلال إنشاء هذا المرصد". و أضاف ذات الباحث أن المرصد الذي تم إنشاؤه في سنة 2016 قد نظم أول ملتقى جامعي في شهر يونيو من نفس السنة بجامعة باريس ديكارت-سوربون بهدف "بعث النقاش حول المسالة الصحراوية في فرنسا و جعله موضوعا أكاديميا باستعمال الجامعة كفضاء للنقاش المواطني مع الطبلة و المنتخبين و كذلك فضاء لإعلام و تحسيس الرأي العام الفرنسي". كما أشار المحاضر إلى "أن هناك في فرنسا نوع من المقاطعة الإعلامية تجاه المسالة الصحراوية، حيث انه علاوة على وسائل الإعلام و السياسة الفرنسية و منتخبينا و المواطنين غالبا ما تنقصهم المعلومات حول الوضع السائد في الصحراء الغربية". و أكد السيد بولاي في هذا الصدد أن هناك "نوع من الحماية الهيكلية للمصالح الاقتصادية بين فرنسا و المغرب" و من هذا المنطلق سيحاول المرصد "الاستجابة لنقص المعلومات و كذا تحاليل نوعية حول الصحراء الغربية عن طريق تشجيع البحث العلمي حول المسالة و مرافقة أشغال الطلبة و العمل على تقاسم المعطيات الموثوقة على المستوى الدولي". و أضاف ذات الأكاديمي "أننا سنقوم بإنشاء مرصد على ارض الميدان من اجل جمع مزيد من المعلومات بمساعدة و دعم الجامعيين و المناضلين المؤيدين للقضية الصحراوية". كما اغتنم ذات الباحث هذه المناسبة لدعوة "الأساتذة-الباحثين الجزائريين للانضمام للأرضية التي ستضم جميع الجامعيين من مختلف الجنسيات المعنيين بهذه المسالة". يشار إلى أن الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة في إفريقيا، محتلة من طرف المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا كما أن النزاع في الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو و المغرب مدرج أمام اللجنة الأممية الرابعة الخاصة بتصفية الاستعمار. من جانبه أعرب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي عن أسفه للامبالاة المجتمع الدولي أمام انتهاكات المغرب لحقوق الشعب الصحراوي منددا بالموقف الرسمي لفرنسا التي تساند المحتل. و خلص في الأخير إلى القول "انه لو قامت فرنسا غدا بتبني موقف حيادي فان نزاع الصحراء الغربية سيجد طريقه إلى الحل في ظرف سنة".