أعربت مختلف العواصم عبر العالم عن إدانتها "الشديدة" للاعتداء الارهابي الذي تعرضت له العاصمة البريطانية لندن أمس الاربعاء مخلفا أربعة قتلى بينهم منفذ الهجوم, وأجمعت مرة أخرى على الضرورة الملحة للتشاور وتنسيق الجهود من أجل مواجهة ظاهرة الارهاب الذي لا يعترف بالحدود و يهدد أمن و استقرار مختلف دول العالم. واستنادا الى تقارير أمنية فان "عملا إرهابيا" وفق ما صنفته الشرطة البريطانية وقع أمس وسط لندن, حيث استهدف رجل بسيارته حشدا من المارة على رصيف جسر (ويستمنستر), وقبل وصوله إلى مبنى البرلمان حيث هاجم أحد رجال الأمن بسكين قبل ان توقفه الشرطة. ووفق آخر حصيلة معدلة أسفر الهجوم عن مقتل أربعة أشخاص, بينهم المنفذ, وإصابة حوالي 40 أخرين بجروح. بريطانيا لن تسمح لصوت الكراهية بضرب قيم الحرية و التعايش وفى أول رد فعل لها, وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيزيزا ماي "أسوأ هجوم إرهابي" تتعرض له لندن منذ عام 2005 بأنه "هجوم مريض ومنحط", مؤكدة أنها حكومته "لن تستسلم للإرهاب, وستتصدى له". وأشارت الى أن الاعتداء "لم يكن عفويا فالإرهابي اختار أن يضرب في قلب عاصمتنا التى تئم الناس من جميع الجنسيات والأديان والثقافات وهي موطن أقدم برلمان في العالم وراسخة بروح الحرية, لهذا السبب هي هدف لأولئك الذين يرفضون هذه القيم". وتابعت ماي, أن "أي محاولة لإلحاق الهزيمة بهذه القيم من خلال الارهاب أو العنف محكوم عليها بالفشل و سنسير قدما معا ولن نستسلم للإرهاب ولن نسمح لصوت الكراهية والشر أن يفرقنا", متحدثة من أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بعد اجتماع مع كبار المستشاريين الأمنيين البريطانيين عقب الهجوم. كما قررت ماي الابقاء على مستوى التهديد الإرهابي الحالي في بريطانيا أي مستوى "الخطر الشديد". وعلى غرار العديد من الدول عبرت الجزائر من جهتها عن تنديدها "بشدة" بهجوم لندن و أعربت على لسان المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف عن تضامنها مع الحكومة البريطانية و عائلات الضحايا. وقال بن علي شريف في تصريحات اليوم الخميس - بأن الاعتداء "عمل إرهابي جبان نندد به بأشد العبارات". وهو اعتداء "يبين مرة أخرى أن الإرهاب يضرب دون هوادة في كل مكان ونعرب عن تضامننا مع الحكومة البريطانية وعائلات الضحايا". ودعا المتحدث إلى "عمل تشاوري من قبل المجموعة الدولية للمواجهة الناجحة لهذه الافة التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم في العالم". و اتخذت جامعة الدول العربية موقفا مماثلا حيث أدان أمينها العام أحمد أبو الغيط اليوم "بشدة" العمل الإرهابي الذي شهدته لندن أمس واصفا هذا الاعتداء فى بيان له ب"العمل الإجرامي الشنيع" الذي "يتعارض مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية". وأوضح أن هذا الاعتداء "يأتي ليلفت الانتباه مجددا إلى مدى الخطورة التي أصبح يمثلها الإرهاب على أمن واستقرار المجتمعات في مختلف مناطق العالم مما يستدعي العمل على تحقيق أقصى قدر من تكاتف الجهود الدولية من أجل مكافحة هذه الظاهرة البغيضة... بما يتواكب مع التطورات التي لحقت بأساليب عمل الأفراد والتنظيمات التي ترتكب مثل هذه الأعمال الإرهابية على مدى السنوات الأخيرة". تضامن فى أوروبا و آسيا وتأكيد على ضرورة توحيد الجهود لمحاربة تحدي الارهاب وعلى الصعيد الاوروبي أعربت عديد من العواصم عن تضامنها و وقوفها الى جانب الحكومة البريطانية وشعبها اثر هذا الهجوم الذي وقع على مقربة من مقر البرلمان فى لندن مشددة على ضرورة توحيد المواقف لمحاربة تحدي الارهاب. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند بعدما ندد بالهجوم انه "يتعين علينا فهم ان الارهاب قضية تخصنا جميعا وان فرنسا التى تعرضت لهجمات مرات عديدة تشعر بما يعانيه الشعب البريطاني الان" حاثا على تبني خطة أوروبية لوضع "جميع الشروط لمواجهة هذه الهجمات". من جهته أعرب رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي باسم بلاده عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي الذي كانت لندن مسرحا له أمس وكذا تضامنها مع شعب وحكومة بريطانيا. وقال رئيس الحكومة الإسبانية في رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية "إن عملا إرهابيا فظيعا كالذي ارتكب اليوم في لندن يذكرنا بأننا نواجه تحديات معقدة لأمن مجتمعاتنا و يتعين علينا أن نقف متحدين ضد هذه التهديدات التي تؤثرعلينا جميعا والتي لا تعرف حدودا". وفى ايطاليا أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أن كبار المسؤولين عن الأمن والاستخبارات الايطالية سوف يجتمعون اليوم من أجل تقييم أبعاد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة في لندن. كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه لرئيسة وزراء بريطانيا على خلفية العملية الإرهابية التي ضربت بلادها وأكد في برقية وجهها لها "ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي الرامية إلى محاربة الإرهاب". فى تركيا أكدت وزارة الخارجية فى بيان ان "انقرة ستحافظ على وحدتها مع المجتمع الدولي وحلفائها ضد جميع أشكال الارهاب والعنف". كما أدانت كل من استراليا ونيوزيلاندا الهجوم و بعث رئيسي وزراء البلدين ببرقيتي تعزية الى نظيرتهما تيريزا ماي أعربا فيها عن دعم و تعاطف و تضامن بلديهما مع الحكومة البريطانية و شعبها فى الحرب ضد الارهاب. من جانبه أدان الرئيس الصيني شي جين بينغ الهجوم, وقدم تعازيه للملكة إليزابيث الثانية ولأسر القتلى والجرحى و هو الموقف الذي اتخذه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي قال في مؤتمر صحفي "أن الأعمال الإرهابية لا يمكن التسامح معها" مؤكدا أن بلاده "ستتوحد في التكاتف مع بريطانيا والمجتمع الدولي بصورة أوسع لمكافحة الإرهاب". كما ضمت الهند صوتها الى الدول المنددة باعتداء لندن حيث أعرب رئيسها برناب مخرجي عن حزنه ازاء هذا الهجوم الارهابي قائلا إن بلادها "تقف مع بريطانيا" في حربها ضد الارهاب. وكتب الرئيس الهندي على حسابه على (تويتر) أن بلاده " تدعم المملكة المتحدة ويجب ان نواجه الارهاب بتحرك جماعى من المجتمع الدولي". وأدانت حكومة كوريا الجنوبية بشدة " الهجوم الوحشي على مدنيين أبرياء" فى لندن وقالت في بيان على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية انها "ستشارك فى الجهود الدولية لمحاربة الارهاب". وأعرب رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق اليوم عن تضامن بلاده ووقوفها إلى جانب المملكة المتحدة في حادث الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس بالقرب من البرلمان وسط لندن في تغريدة كتبها على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي و عبر فيها عن "صدمته وحزنه" حيال هذا الهجوم.