تعرف الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع مايو المقبل التي دخلت أسبوعها الثاني متابعة متفاوتة من قبل المواطنين الجزائريين على اختلاف أعمارهم وشرائحهم الاجتماعية حيث لاحظ عدد من هؤلاء الذين التقتهم وأج بالعاصمة "فتورا" في نشاط الاحزاب و المترشحين الاحرار داعين بالمناسبة المتنافسين على أصوات الهيئة الناخبة الى "عدم تخييب أمالهم" عند استلام العهدة البرلمانية. غير أنهم أكدوا بالمقابل على ضرورة المشاركة بقوة خلال الاستحقاق الانتخابي وممارسة حقهم في التعبير عن صوتهم وأداء واجبهم بحماية المصلحة العليا للبلاد. وخلال جولة عبر الشوارع العريقة للعاصمة وبالتحديد في ساحة الشهداء و رغم كون الحملة الانتخابية في أيامها الأولى تم التماس لدى عدد من المواطنين اهتماما وشغفا بما تحمله برامج المترشحين تارة وعزوفا تارة أخرى وكل حسب أسبابه. فقد أكدت السيدة فاطمة ذات الخمسين عاما القاطنة بمدينة أغريب بولاية تيزي وزو التي قصدت العاصمة لاقتناء احتياجات من السوق أنها تتابع الحملة الانتخابية باهتمام كبير هي وكافة أفراد عائلتها "نظرا لما يمثله هذا الموعد الانتخابي من أهمية بالنسبة لمنطقة القبائل وللبلاد ككل" ورجحت أن تشهد تشريعيات الرابع مايو المقبل مشاركة كبيرة في المنطقة خاصة بعد دسترة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية مؤخرا. وفي هذا الصدد أكدت السيدة فاطمة أنها لن تفوت الموعد الانتخابي لأي سبب كان وستدلي بصوتها يوم الاقتراع من أجل "الجزائر جزائر العزة والكرامة جزائر الاستقرار والرخاء ورددت والدموع تغمر عينيها +الجزائر غزيزة يا أبنائي ... الجزائر عزيزة ولابد من حمايتها+". كما أعربت عن أملها في أن يكون النواب المنتخبون على قدر المسؤولية المنوطة بهم وأن يعملوا على قدم وساق من أجل الدفع بالبلاد إلى الأمام. أما حمزة وهو بائع متجول في الثلاثينات من العمر فقد أكد أنه لا يتابع الحملة الانتخابية ولا يولي أي اهتمام لها معتبرا أن "النواب المنتخبين لا يخدمون سوى مصالحهم الشخصية ومصالح المقربين منهم بينما يبقى المواطن البسيط في ذيل اهتماماتهم" ويتأسف حمزة بصوت ملؤه الحسرة لكون أن "المنتخبين لم يصبحوا نوابا عن الشعب بل نوابا عن أنفسهم فحسب". وشاءت الصدف أن تزامنت الجولة الاستطلاعية أمام ميناء الجزائر مع رسو سفينة (الجزائر 2) القادمة من فرنسا (مرسيليا) والحاملة على متنها أفرادا من الجالية الجزائرية فلم يكن مجالا لتفويت فرصة رصد انطباعات عدد منهم حول أجواء الحملة الانتخابية في بلاد المهجر. فقد أكدت السيدة سعدية (68 عاما) القادمة من مرسيليا والابتسامة ترتسم على محياها أنها تابعت الحملة نوعا ما وجاءت للجزائر لقضاء بضعة أيام فقط وستعود مع انطلاق عمليات التصويت لتؤدي واجبها الانتخابي مشيرة إلى أن "المهاجر الجزائري يشعر بالانتماء إلى وطنه بالرغم من اختياره العيش بعيدا عنه بسبب ما فرضته عليه الظروف ومن واجبه تلبية نداء الوطن من خلال اختيار ممثليه في ديار الغربية". وبالنسبة لقريبتها السيدة نادية (42 عاما) القادمة من نفس المنطقة فقد تأسفت لعدم حصولها على بطاقة الناخب لأسباب تقنية وكذا تزامن يوم الاقتراع مع تاريخ عطلتها في الجزائر الأمر الذي سيمنعها من الإدلاء بصوتها خلال هذه التشريعيات غير أنها أكدت وكلها فخر بكونها جزائرية أنها لم تفوت أي موعد انتخابي في السابق ولم تتخلف عن أداء واجبها الوطني. أما السيدة نورة من ستراسبورغ المنحدرة من الشرق الجزائري وبالتحديد من ولاية سطيف والتي تحدثت مطولا عن صعوبة العيش بعيدا عن تراب الجزائر الطاهر فقد تأسفت لكون أن الممثلين عن الجالية الجزائرية لا يؤدون واجبهم على أكمل وجه ولكون أن "نشاطاتهم تبقى مناسباتية وتقتصر على فترة الانتخابات فقط". من العاصمة ... وأج ترصد أجواء الحملة الانتخابية بجنوب البلاد وخلال التنقل عبر شارع العقيد زيغود يوسف المطل على واجهة الجزائر البحرية في هذا اليوم الربيعي الدافئ تم الالتقاء بمجموعة من الشباب القادمين من عدد من ولايات الجنوب الجزائري (الجلفةبسكرة تمنراست ورقلة) والمتواجدين في العاصمة في إطار تربص حول "دور المجتمع المدني" و كانت محاولة لرصد أجواء الحملة الانتخابية بالجنوب من خلالهم. فيرى نور الدين (22 عاما) طالب جامعي من ولاية ورقلة أنه من الضروري أن يقتنع بالمرشح كي يعطيه صوته ويقول في هذا الصدد بصوت هادئ هدوء أهل الجنوب "مللنا من الوعود الكاذبة. لكن سأصوت يوم الرابع مايو المقبل ولو بورقة بيضاء كي لا يتم التلاعب بصوتي ومن أجل تحقيق المصلحة العليا للبلاد. لابد من إعادة النظر في تقسيم المقاعد في البرلمان وإعطاء فرصة أكبر لمناطق الجنوب كي يتمكن ممثلوها من إسماع صوت السكان والوقوف عند المتطلبات الحقيقية التنمية". أما بن مسعود عبد الرحمن (39 عاما) مسؤول بمديرية الحفظ العقاري بولاية تمنراست فقد أكد أنه يتابع الحملة الانتخابية للأحزاب والمترشحين الأحرار مشيرا إلى أنه قد حضر عددا من التجمعات واللقاءات الجوارية التي تم تنظيمها في ولايته غير أنه "لم يقتنع" إلى غاية الآن بأي مترشح ولم يقرر بعد -كما قال- إن كان سيصوت لصالح مترشح معين أم أنه سيضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع. واسترسل يقول: "سوف أصوت يوم الرابع مايو المقبل للجزائر ولإعلاء مصلحة البلاد لا غير كوني لم أعد أثق بوعود المترشحين التي تذهب أدراج الرياح سرعان انتهاء العرس الانتخابي". وبدورها قالت السيدة العلمية مربية في وزارة الشباب والرياضة بولاية بسكرة: "أتابع الحملة عبر التلفزيون والإذاعة كلما سمحت لي الفرصة وبالرغم من أن النواب الذين قمنا بانتخابهم في العهدة السابقة لم يقدموا أي جديد للمنطقة أرى في عدد من القوائم أسماء مترشحين واعدين نأمل ألا يغريهم المنصب والمال إذا ما تم انتخابهم". وبالرغم من خيبة أمل السيدة العلمية في النواب السابقين غير أنها أكدت أنها ستضل تصوت في كل موعد انتخابي إلى غاية وصول الرجل المناسب الذي سينقل الانشغالات الحقيقة للمواطن البسكري لقبة البرمان. ومن جهته يقول محمد خليفة (25 عاما) أستاذ مادة الرياضيات في الطور الثانوي بولاية الجلفة أنه "لا يتابع إطلاقا الحملة الانتخابية ولا ينوي التوجه إلى مكاتب الاقتراع يوم الرابع مايو المقبل لكون أن نواب البرلمان السابق قد خيبوا أمله و لم يخدموا سوى مصالحهم الشخصية". يذكر أن الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع مايو المقبل قد انطلقت يوم التاسع أبريل الجاري وستتواصل على مدار 21 يوما وسيحاول خلالها المترشحون استمالة أكبر قدر من المواطنين للحصول على أصواتهم يوم الاقتراع.