تتواصل الحملة الانتخابية تحسبا لتشريعيات 4 مايو القادم في اسبانيا بوتيرة أسرع مقارنة بالأسبوع الاول من انطلاقها و ذلك عبر الخرجات التي يقوم بها المترشحون الذين يفضلون الاحتكاك المباشر بأعضاء الجالية الوطنية. ومنذ بداية الحملة الانتخابية لهذه التشريعات بالمنطقة 4 (أوربا عدا فرنساأمريكا الشمالية و امريكاالجنوبية) فضل المترشحون الثلاث المتصدرون لقوائم حزب التجمع الوطني الديمقراطي و التحالف الوطني الجمهوري و حركة مجتمع السلم و كذا حزب جبهة التحرير الوطني الذي تقيم مرشحته الثانية بإسبانيا الاتصال المباشر بأعضاء الجالية الوطنية و التي يستقر جلها في جنوباسبانيا لا سيما أقاليم أليكانت و فالانس و برشلونة. وينزل المرشحون الى الاحياء و المتاجر و المقاهي التي يشرف على تسييرها جزائريون من أجل اطلاعهم بالخطوط العريضة لبرامجهم و السعي لإقناع أزيد من 28000 ناخب مسجل في هذه الدائرة الانتخابية. وبعد بداية محتشمة لإلصاق القوائم الانتخابية في الأماكن المخصصة لها على مستوى قنصليات مدريد و أليكانتي و برشلونة بدأت العملية تتجلى بوضوح أكبر في المحلات خصوصا في قصابات "حلال" على غرار تلك المتواجدة بمدريد و التي يشرف على تسييرها مواطن جزائري. كما تم تعزيز هذا المسعى بتنقلات عديدة للمترشحين الذي يتسابقون للظفر بمقعدين في المجلس الوطني الشعبي عبر المدن و القرى التي يقيم فيها جزائريون و يستغل المترشحون هذه الزيارات من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة القوية في الاقتراع المرتقبة بدايتها بالنسبة للجالية الوطنية من29 أبريل الجاري إلى غاية يوم 4 مايو القادم. و في هذا الصدد، يحث المترشحون الناخبين على الاشتراك بشكل نشيط و ايجابي في الحياة السياسية الوطنية من أجل إيصال انشغالاتهم وعدم البقاء منعزلين ولا الإحساس بشعور الاجتثاث عن أرض الوطن. كما قام المترشحون أو الأشخاص الذين يمثلونهم خلال هذه الحملة بتوزيع بطاقات زيارات و ملصقات و مطويات فضلا عن كل العمل الذي يتم على الانترنت حيث أصبحت الشبكات الاجتماعية امرا ضروريا للتعريف بالبرامج الانتخابية و شرحها وفي غياب التجمعات الكبرى اختار المرشحون في حملتهم الانتخابية عقد اجتماعات بين جزائريين. ويتفق المترشحون على القول بان الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج تعد "جزء لا يتجزأ من تنمية البلاد و انه من الضروري إعطاء الثقة و الكرامة و الفخر للجزائريين في بلدان الاستقبال"، حسبما اكده مرشح التجمع الوطني الديمقراطي بن عربة هواري لوأج قبل أن يؤكد أن الحل يكمن في "تحقيق الوعود والدفاع قدر الإمكان على من لا صوت لهم". أما مترشح حركة مجتمع السلم فقد اشار الى ضرورة تحسين الخدمات الإدارية و الاجتماعية للجزائريين و الجزائريات الذين يعيشون في ظروف مزرية سيما الأرامل و البطالين و المعاقين و ذلك من اجل تشجيع الجزائريين المقيمين بالخارج على المساهمة في تنمية البلاد. من جانبه، أوضح نور الدين بن مداح مترشح حزب التحالف الوطني الجمهوري أن برنامجه يتمحور حول أعمال اجتماعية يمكنها المساهمة في تحسين حياة الجزائريين المقيمين بالخارج على غرار تطبيق القانون المتعلق بنقل الجثامين وتخفيض أسعار تذاكر السفر نحو الجزائر وغيرها. في هذا الصدد، أكد بعض الجزائريين المقيمين بإسبانيا لوأج على اهمية التوجه لصناديق الاقتراع على أمل تحقيق النواب المستقبليين للوعود و المساهمة في إسماع أصواتهم و مشاكلهم. أما الجامعية فاطمة الزهراء من فالنسيا فقد أوضحت ان "الانتخاب بالنسبة لي واجب كما انه من واجب النواب المستقبليين نقل انشغالات أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج إلى الحكومة". في حين اكد كل من فريد و محمد (تاجران) ان الامر المهم هو تقدم الجزائر و أن يكون ممثلي الشعب في مستوى تطلعات الجالية. وسيتم في المجموع فتح 18 مكتبا انتخابيا في اسبانيا بمناسبة هذه التشريعيات منها خمسة في مدريد و سبعة في أليكانتي و ستة في برشلونة في حين يتمركز الناخبون البالغ عددهم 28509 بشكل عام في برشلونة بنسبة 14746 و أليكانت 9679 ناخبا في حين يبلغ عددهم في العاصمة الاسبانية 4084 ناخبا، حسب أرقام السفارة الجزائرية بإسبانيا.