دعا المشاركون في الطبعة الثانية للملتقى الدولي حول "الخطاب الديني في وسائط الاعلام: المضامين والهوية" يوم الأحد بمستغانم النخب الاعلامية والمجتمعية الى وضع استراتيجية واضحة لتقديم خطاب ديني متجدد لمجابهة الخطاب العدائي. وركز المشاركون في اليوم الثاني والأخير لهذا الملتقى على ضرورة المحافظة على توابث الرسالة والمرجعية الدينية الوطنية وتقديمها بطرح جديد. وفي ذات السياق أكد الدكتور بودهان يمين من جامعة سطيف على ترشيد الخطاب الديني في وسائل الاعلام والتسويق لخطاب اعلامي هادف يحمل قيم ايجابية لمواجهة خطاب الكراهية والعنف والغلو والتشدد. وأضاف قائلا "نحن بحاجة الى خلق جيل جديد من الشباب وتربيته على ثقافة التواصل ونوجه له خطاب اعلامي معتدل ووسطي". كما دعا الدكتور علاء الدين أحمد خليفة من العراق الى اعادة انتاج الخطاب الديني من المنابع الأولى على اعتبار أن هنالك تعددية للخطابات التي أدت -حسبه- الى اتجاهات فكرية منحرفة التي لم تنبثق من الشريعة الاسلامية المحددة بالقرآن والسنة النبوية. وألح نفس المحاضر على ضرورة طرح خطاب مشترك لوحدة الأمة وتحصينها من خطابات التطرف والكراهية التي تشوه صورة الاسلام وتبني أساليب حوارية جديدة لجمع الصف ووحدة الرأي في قضايا الأمة. من جهته دعا الدكتور محمد ربابعة من الأردن الى تجديد الخطاب الديني ب"وضع ميثاق شرف ينطلق من مستغانم ليعمم على العالم الاسلامي ونقف أمام هذا الانحراف والانجراف في الخطاب الديني الذي أصبح مستلبا من الأخر". وتتواصل أشغال هذا اللقاء بتقديم سلسلة من المحاضرات تتناول "الخطاب الديني في القنوات الفضائية وتأثيراته في توجيه الرأي العام" و"خطاب المحبة والتسامح في التلفزيون الجزائري" و"الخطاب الديني المعتدل في منصات التواصل الاجتماعي" وغيرها. وقد حدد خمسة محاور أساسية في الأشغال وهي "الخطاب الديني الاعلامي : ضبط المفهوم والحدود النظرية والمعرفية" و"الخطاب الديني الالكتروني ضمن فضاءات الاعلام الجديد" و"ظاهرة تعدد الخطابات الدينية داخل القنوات الفضائية" و"مشهد الخطاب الديني المتطرف ضمن وسائط الاعلام الكلاسيكية والجديدة" و"تفكيك الخطاب الديني للإعلام داخل الوسط الافتراضي". وينظم هذا الملتقى الدولي بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية لجامعة مستغانم.