تمر يوم الاثنين خمسون سنة على النكسة الفلسطينية (يونيو 1967) وهي الذكرى التي يستذكر فيها الفلسطينيون سنوات النضال والكفاح والاصرار على استرجاع الأرض المسلوبة في ظل الإيمان الراسخ بالقضية والتمسك بروح الوحدة والتضامن لمقاومة الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة. ورغم مرور هذه السنين وما تبع حرب 1967 من تطورات على الساحة الفلسطينية وبمنطقة الشرق الأوسط يواصل الفلسطينيون النضال والتصدي لسياسة اسرائيل الاحتلالية والاستيطانية القائمة على سلب أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وتهويد القدس بالإضافة للجدار العنصري والاستيطان ومنع التواصل بين المدن والقرى الفلسطينية . ولم تتراجع في هذا كله التحديات والصعوبات والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية العادلة التي تركت نكسة يونيو انعكاسات سلبية جدا عليها ذلك لأن إسرائيل بنت إستراتيجيتها في المنطقة على عدم الوصول الى اي سلام مع الفلسطينيين -- حسب مراقبين-- "لأن السلام في حقيقته إذا طبق وفقا للمبادئ العربية والإسلامية والقرارات الدولية فإنه يجرد إسرائيل من إستراتيجيتها الرئيسية وهي فرض السيطرة والهيمنة وضم الأراضي الفلسطينية إليها كما حدث في أعقاب حرب 67 مباشرة حينما أعلنت عن ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية واعتبرت أن القدس كلها عاصمة موحدة لإسرائيل". في ذكرى النكسة الفلسطينيون متمسكون بالأرض وبتقرير المصير جددت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية اليوم الأحد التأكيد على أن أي أمل لإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة والعالم " لا يقوم الا على أساس إنهاء الاحتلال وبان الشعب والقيادة أشد تمسكا بثوابته وحقوقه الوطنية وفي مقدمتها: حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل أرضه التي احتلت سنة سبع وستين استنادا الى المرجعيات والقوانين الدولية ورؤية حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام". وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان بان ذكرى النكسة تحل في الوقت الذي " يكمل فيها الاحتلال الاسرائيلي سنواته الخمسين السوداء والتي يعقد فيها شعبنا العربي الفلسطيني العزم والامل على مواصلة نضاله المجيد حتى دحر اخر احتلال في العالم الذي يشكل وصمة عار في جبين البشرية جمعا". وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الشعب لفلسطيني " صامد وثابت على أرضه ولن يسمح لإسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال ومن يدعمها باقتلاعه وتهجيره منها مرة أخرى ولن يتنازل عن حقوقه الوطنية وسيواصل نضاله ضد الاستعمار". واسترسل في بيان اصدره تزامنا وذكرى النكسة التي تصادف غدا الاثنين بان الشعب الفلسطيني و في غياب دعم رؤية حل الدولتين" لن يقف مكتوف الأيدي وسيناضل من أجل كسر وهزيمة نظام "الابارتايد". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا بان نكسة يونيو1967 " تمثل فصلا من فصول الكارثة البشعة والمؤامرة الاستعمارية المتواصلة والتي وقعت جلها بحق شعبنا" مشيرا إلى ما رافق هذه الذكرى "من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وكذلك مسلسل القتل اليومي والإعدام الميداني وشهداء الأرقام والمقابر الجماعية أضيف إلى سجل الاحتلال الإجرامي". ودعا الأغا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لمواجه مخططات الاحتلال والى ضرورة إنهاء حقبة الانقسام الأسود والالتفاف حول القيادة الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف". واكدت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من جهتها على استمرارية فصول النكسة باجراءات الاحتلال التهويدية ومخططاته التي تستهدف الارض والانسان الفلسطيني مشيرة الى ان الاجراءات والقوانين العنصرية ضد الفلسطينيين من اعتقال وتدمير وتهجير وانتهاك لحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية ومواصلة احتلال الارض الفلسطينية وعدم السماح للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره أسوة بغيره من الشعوب " نكسة حقيقة للانظمة والقوانين الدولية".