عادت أمس الذكرى ال49 للنكسة لتجد الفلسطينيين في نفس الوضع تحت رحمة احتلال يمارس عليهم كل اشكال الانتهاكات بعد أن سرق أرضهم وبنى عليها كيانه الغاصب. وبالمناسبة أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس “أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأقل من انهاء الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من جوان لعام 1967”. وقال “إن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام من أجل تحقيق هذا الهدف، لن يقبل بأي واقع تحاول إسرائيل فرضه بالقوة خاصة في القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”. وأكد “أن القيادة الفلسطينية متمسكة بمبدأ حل الدولتين اللتين تعيشان بأمن وسلام جنبا الى جنب، وأن كل ما نجم عن الاحتلال هو باطل، وغير شرعي”. وأوضح الرئيس “أن شعبنا الفلسطيني موحد حول هذا الهدف، ومتمسك بثوابته، وحقوقه الوطنية المشروعة التي تنص عليها قرارات الشرعية الدولية”، مرحبا في الوقت نفسه بكل الجهود الدولية “التي تصب في مصلحة السلام العادل والشامل والدائم، عبر الوصول إلى حل الدولتين على حدود الرابع من أوت، وإيجاد حل لجميع قضايا الحل النهائي، وفي مقدمتها ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين، بموجب المبادرة العربية، واستنادا لقرار 194”. الجرح يتجدّد يصادف يوم 5 جوان الذكرى ال 49 للنكسة التي وقعت عام 1967، وسميت حرب جوان بحرب “الأيام الستة” التي نشبت بين إسرائيل ومصر وسورية والأردنوفلسطين. وتدخل ضمن دائرة الصراع العربي الإسرائيلي. وأفضت الحرب إلى احتلال إسرائيل لكل من القدس وقطاع غزةوالضفة الغربية والجولان وسيناء، والأخيرة لم تسترجعها مصر إلا بعد انتصار حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية السلام “كامب ديفيد” التي تنص على العودة إلى ما قبل حدود جوان 67. وتعتبر هذه الحرب الثالثة ضمن هذا الصراع المستمر حتى يومنا هذا. كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي يطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت خلال الحرب. وقد أطلق الإسرائيليون اسم “الأيام الستة”، على الحرب نظرا لتفاخرهم بأنها استغرقت هذه المدة فقط في هزيمة الجيوش العربية، وقد امتدت من 5 الى 10 جوان 1967. تبعات حرب 67 لم تنته إلى اليوم وترتب على “النكسة” وفق إحصائيات فلسطينية تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة، معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومحو قرى بأكملها وفتح باب الاستيطان في القدسوالضفة الغربيةالمحتلة. ولم تنته تبعات حرب 1967 حتى اليوم، إذ لا تزال إسرائيل تحتلّ الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها. وأدت حرب 67 إلى فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة، وقبول العرب منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 بمبدأ “الأرض مقابل السلام”، الذي ينصّ على العودة لما قبل حدود الحرب لقاء اعتراف العرب بإسرائيل. ومن تبعات “حرب الأيام الستة” نشوب حرب أكتوبر التي حرر فيها الجيش المصري سيناء في العام 1973م، وبعدها أقامت مصر علاقات رسمية مع إسرائيل. وصدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 242 في نوفمبر عام 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في جوان عام 1967. وكشفت إحصائيات إسرائيلية رسمية إسرائيلية، مؤخرا، أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية وصل إلى 375 ألف مستوطن. إسرائيل تتأهب نشرت الشرطة الإسرائيلية أكثر من ألفين من عناصرها، في القدس الشرقية مع إحياء الذكرى التاسعة والأربعين لاحتلالها وضمها عام 1967. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية، وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة غير شرعي وفقاً للقانون الدولي. وتعتبر إسرائيل أن القدس بشطريها هي عاصمتها “الأبدية والموحدة”.