من النكبة إلى النكسة، هي أيام سوداء يتذكر خلالها الفلسطينيون ومعهم كل العرب المأساة التي ألمت بهم على يد المحتل الإسرائيلي، الذي لم يتوان في اغتصاب أرض فلسطين وشرد شعبها وأنهك مقدساتها. وتحل يوم غد الذكرى ال 46 لاحتلال إسرائيل لكامل الأراضي الفلسطينية في الرابع جوان 1967 في حرب لم تدم إلا ستة أيام، لكنها عمقت جرجا لم يلتئم على مر العقود وازدادت آلاما والأرض الفلسطينية تهود بأبشع المشاريع الاستيطانية والمخططات التهويدية التي تستهدف المقدسات الإسلامية وحتى المسيحية بفلسطين التاريخية. وإحياء لهذه الذكرى، المأساة ستشهد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سلسلة من الفعاليات والمسيرات الشعبية، تنديدا بممارسات الاحتلال وعمليات الاقتحام وهدم المنازل، إلى جانب المطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين خاصة المرضى منهم والمحتجزين منذ أكثر من عقدين في معتقلات الاحتلال. وأكد المجلس الوطني الفلسطيني أمس، أن الشعب الفلسطيني ماض على درب التحرير وإنهاء الاستيطان ودحر الاحتلال، وتحقيق أهدافه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وأعرب المجلس في بيان أصدره بمقره في عمان، عن ثقته المطلقة في قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود ومواصلة النضال ضد الاحتلال ومخططاته الرامية إلى تكريس الاحتلال. وشدد على أن استمرار سلطات الاحتلال في عدوانها في حق الشعب والأرض والمقدسات "لن يثني شعبنا عن مواصلة نضاله العادل ضد الاحتلال الغاشم مهما اتبع من سياسات وإجراءات". مجددا في الوقت نفسه، الدعوة إلى "تحقيق الوحدة الوطنية ورص الصفوف في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد مشروعنا الوطني ومستقبل شعبنا". من جانبها، أكدت حركة المبادرة الوطنية "أن نضال الشعب الفلسطيني سيتواصل حتى دحر الاحتلال وتحقيق حريته واستقلاله"، وقالت إن الذكرى السادسة والأربعين للعدوان التي أكملت إسرائيل من خلالها احتلال لما تبقى من أرض فلسطين، هي تأكيد على مشاريع الاحتلال التوسعية وأطماعه الاستعمارية التي لم تتوقف منذ النكبة عام 48 مرورا بالنكسة، وحتى يومنا هذا الذي تستفحل فيه مشاريع الاستيطان والتهويد. وأضافت الحركة، أن ذكرى العدوان تمر والشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الساعي إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها إلى كانتونات وسجون والالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني. وهو ما جعل عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، يؤكد أنه "آن الأوان لإنهاء الاحتلال لأرضنا التي احتلت خلال حرب عام 67، ووقف ما تقوم به إسرائيل من سياسات عدوانية وجرائم على مدار 46 عاما". في غضون ذلك، دعا نادي الأسير الفلسطيني بكافة فروعه في أنحاء الضفة الغربية الشعب الفلسطيني إلى تعزيز الحراك الشعبي من أجل مناصرة قضية الأسرى الفلسطينيين، واعتبارهم أسرى حرب، وخاصة بعد حصول فلسطين على صفة الدولة غير عضو بالأمم المتحدة. وسيتم تنظيم مسيرة شعبية اليوم أمام سجن عوفر بجنوب غرب مدينة رام الله تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، الذين يتعرضون لأسوء المعاملات بمعتقلات الاحتلال. كما ستشهد كامل الأراضي الفلسطينية يوم الجمعة، بدء فعاليات المسيرة العالمية للقدس التي تنطلق بمسيرات في القدس بعد صلاة الجمعة عند باب العمود، وفي وسط وشمال الضفة ستكون المسيرة عند حاجز قلنديا.