أثار تعفن أوراق وثمار بعض الأشجار المثمرة والخضروات قلق بعض فلاحي المحيط المسقي بالمياه المصفاة المعالجة ببوسفر (وهران) انطلاقا من محطة تصفية المياه المستعملة لرأس فلكون. وفي هذا الشأن ذكر فلاحون لوأج " لقد تفاجأنا في المدة الأخيرة ظهور تعفن على أوراق أشجار التين و الزيتون و الكروم وبعض الخضروات مما يتطلب التدخل من قبل المختصين"، مؤكدين أن تجربة السقي بالمياه المصفاة المعالجة على مستوى هذا المحيط الذي انطلقت في 2015 كانت "ناجحة" غير أن في الفترة الأخيرة تغير الوضع بسبب "عدم المتابعة الميدانية للمختصين في الفلاحة". وأرجع رئيس الجمعية الفلاحية للسقي بالمياه المعالجة لولاية وهران بوعلام حسن أسباب تضرر هذه المزروعات إلى أن " هذه المياه المستعملة في سقي هذا المحيط لم يتم معالجتها بالشكل المعمول به خلال هذه المدة الأخيرة "، مستندا في ذلك على نتائج التحليل الصادرة عن المصلحة العمومية للأوبئة و الطب الوقائي بتروفيل (عين الترك) التي تبين أن النوعية هذه المياه "سيئة من الناحية البكترولوجية". ومن جهتها استبعدت المديرية الولائية للموارد المائية أن تكون المياه المعالجة سببا في تعفن المزروعات بالمحيط المذكور، حيث أكد مسئولها جلول طرشون ل"وأج" أن معالجة المياه تتم على مستوى شركة المياه و التطهير (سيور) بطريقة منتظمة وتتم عبر مختلف المراحل إضافة إلى أن عملية السقي تجري بصفة عادية. ومن جهتها كانت الجمعية الفلاحية للسقي بالمياه المعالجة لولاية وهران قد اقترحت على الجهات المختصة وضع عدادات للمحافظة على هذه المياه المتسربة من الأحواض و التي تغمر البساتين بسبب انعدام العوامات داخل الأحواض على حد تعبير رئيسها بوعلام حسن الذي اقترح أيضا بيع هذه المياه للفلاحين بسعر "معقول " وذلك حفاظا على هذه المادة . كما لفت المتحدث الى أن بعض الفلاحين يستعملون المياه المعالجة في سقي بعض الخضروات غير مدرجة في القائمة المحددة قانونيا على الرغم أنهم إلتزموا بذلك منذ الانطلاق في عملية السقي . للاشارة يتم تموين محيط السقي بالمياه المعالجة ببوسفر بثلاثة أحواض ذات سعة إجمالية تقدر ب 250 ألف متر مكعب لتزويد حوالي 62 فلاحا منخرطا في هذه النظام حيث استهلك هذا المحيط منذ دخوله حيز التشغيل 1 مليون متر مكعب حسب مديرية المصالح الفلاحية . وقد إقترحت مديرية الموارد المائية في ذات الاجتماع استخدام تقنية السقي بالتقطير وتكثيف الحملات التحسيسية في مجال استعمال المياه المعالجة وإعداد إحصائيات خاصة بكل مساحة مخصصة للفلاح والكمية المستعملة من المياه ونوع المزروعات. تدابير في انتظار إيجاد مسير للمحيط المسقي لبوسفر... وعلى الرغم من نجاح تجربة محيط سقي بالمياه المعالجة بمنطقة بوسفر و تحقيقه مردود جيد خلال السنة الماضية غير أنه يفتقر إلى مسير، مما أدى إلى ظهور بعض مشاكل منها غياب أجهزة السقي عند البعض من الفلاحين و حرمان البعض الآخر من هذه المادة على حد تعبير أحد الفلاحين المنخرطين في هذه التجربة . وفي هذا الشأن ذكر رئيس مصلحة الري الفلاحي بمديرية الموارد المائية " سنتقدم باقتراح للوزارة الوصية للإعلان عن مناقصة وطنية لتعيين مسير عمومي أو خاص يتكفل بالمحيط عن طريق حق الامتياز لمدة سنتين في انتظار توسيع محيط السقي لبوسفر الى ألف هكتار ليشمل منطقة العنصر حتى يتكفل به الديوان الوطني للسقي و صرف المياه. وستعمل هذه الهيئة المسيرة على الإشراف على شبكة توزيع المياه المعالجة على الفلاحين. و تسعى مديرية الموارد المائية إلى جعل اللجنة الولائية التي تشرف على متابعة وتقييم المياه المعالجة انطلاقا من محطتي تصفية المياه المستعملة للكرمة ورأس فلكون تعمل بقرار ولائي - يضيف مصطفى بن منديلي- حتى يكون لها طابع إداري و ردعي، مبرزا " أن هذه اللجنة التي تتشكل من عدة قطاعات تعمل بصفة إدارية فقط". كما ستتخذ مديرية الموارد المائية عدة إجراءات منها حماية أحواض تخزين المياه المعالجة وتعيين حارس و كذا تسوية مسألة العوامات والعمل على تزويد فلاحين الذين لا يستفيدون من هذه المياه والبالغ عددهم 10 مزارعين، استنادا لذات المصدر.