ألقى مدير سيور السيد "ابلاردو برانكو اسكوبار" مداخلة بدأها بتعريف "سيور" بأنها ليست شركة إسبانية بل هي برأس مال جزائري 100% ،وجميع شركائها جزائريون انطلقت في افريل 2008 وسيور هي مختصة في تكنولوجيا المياه ومهامها ترتكز على 3 محاور أساسية هي التسيير، الحفاظ على البيئة والمحيط والتركيز على الجانب البشري قصد التكوين ونقل المهارات والتكنولوجيا لتطوير المهارات، وقد أعلن المدير العام إلى أنه بتاريخ 04 افريل القادم سيتم على مستوى الجزائر العاصمة طرح مشروع صرف المياه القذرة بوسط مدينة وهران، والمشكل الكبير الذي تعاني منه المدينة، هذا المشروع تم تكليف سيور بحلّه ذلك بغية تقديم محيط طبيعي نظيف، وقد أضاف انه من بين ما نجحت "سيور" في انجازه هو القضاء على مشكل التسربات التي كانت تعاني منها شبكة نقل المياه الصالحة للشرب فقد تمّ تصليح 60.000 تسرّب، وفي مدة 3 سنوات غيّرت "سيور" 30 % من قنوات المياه المهترئة أي ما يعادل 426 كلم ما يمثل 28 % من شبكات التوزيع وقد أبرز خلال مداخلته كذلك بان سيور تملك خريطة خاصة لجميع شبكات المياه لمدينة وهران، زيادة على مشاريع مسطّرة قصد أداء خدمة عامة نوعية من بينها فتح 17 وكالة جديدة ستضاف لوكالة وسط المدينة التي تمّ تدشينها أين ستكون هذه الوكالات مجهّزة بوسائل متطورة قصد التقرب اكثر من المواطن من اجل تحسين الخدمة إذا علمنا أن زبائن سيور يبلغ عددهم 240.000 زبون. كما أعلن بدوره عن إنجاز محطة التطهير ببلدية عين الترك التي تضم 86.000 نسمة ووعد بالقضاء على البؤر التعفنية كما ستنطلق خلال موسم اصطياف سنة 2012 حملة بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان للتحسيس بالأمراض المتنقلة عبر المياه كما سيتم انجاز 18 مرشة على مستوى شواطيء عين الترك مع تزويد المصطافين بصهاريج للمياه الصالحة للشرب إضافة إلى كلّ هذا فالحملات التطوعية ستمس بصفة خاصة الاطفال حتى نعلمهم و نغرس فيهم قيم عدم التبذير و الحفاظ على البيئة. وحسب ما أوضحه السيد جوردي بوش وهو إطار ب"سيور"فهذا النظام هو بمثابة قاعدة معلومات أي مجموعة برامج معلوماتية بها معطيات جغرافية ومخططات وبصفة أكثر بساطة هو خرائط سيور الخاصة أنجزتها عن طريق التصوير الجوي وذلك بالتعاون مع وحدات الجيش،هذه الخرائط تتواجد بها كذلك مخططات التهيئة الخاصة بالعمارات وهو ما يسمى TOPONYMIE تم انجازها بالتعاون مع المصالح التقنية لبلدية وهران والهدف من هذه الخرائط هو تسهيل عملية تسيير شبكات المياه الصالحة للشرب والتطهير وقد تمّ تقسيم مدينة وهران إلى 30 قطاع لكل قطاع نظامه فعن طريق هذا النظام المعلوماتي نستطيع رؤية التسربات عبر الانترانت . الأماكن الرطبة لوهران في خطر وضرورة الإسراع في انجاز محطات تطهير على غرار محطة الكرمة دقت ممثلة عن مديرية الري ناقوس الخطر فيما يخص المناطق الرطبة الثمانية المنتشرة بالولاية والتي تشهد تلوّثا كبيرا ،حيث تضم وهران 8 مناطق رطبة منها 4 مصنفة ضمن اتفاقية "رامسار"هي ضاية أم الغلاس شرق وهران تبلغ 3 كلم مربع ،ضاية مرسلي التي تصب فيها المياه القذرة للسانيا،الكرمة ،بحيرة تيلامين ،المقطع ،واخرى بارزيو ،سيدي الشحمي وضاية البقرات جنوب شرق مدينة وهران وقد أوضحت المتدخلة السيدة بوزيان كريمة من مديرية الري بأن جميع هذه المناطق الرطبة تعاني من نسبة كبيرة من التلوث وقد دعت السلطات لحماية هذه المناطق الطبيعية و توقيف توسعها لان ذلك سيكون له عواقب على الأراضي الزراعية المتواجدة بالمنطقة ،كما أشارت المتحدثة إلى بعد المشاريع التي بقيت دون تنفيذ على رأسها مشروع "أوكور" لتجفيف السبخة .فالحل يكمن في إنشاء محطات لتطهير المياه القذرة وقد أعطت مثالا لمحطة التطهير بالكرمة التي تعد من أهم المشاريع المنجزة في قطاع الري على مستوى الولاية وقد تم تصميمها لمعالجة ما يعادل 270.100 متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي وهي مسيّرة منذ ماي 2011 من طرف مؤسسة "سيور". التغيرات المناخية وتأثيراتها على المياه والأمن الغذائي إن التغير المناخي الذي تشهده الكرة الأرضية يمثل تهديدا للأمن الغذائي في مناطق متعددة من العالم ما سيجعل الوصول إلى الموارد المائية أمرا صعبا إذا علمنا أن عملية توزيع المياه تعرف مشاكل فالمياه تشكل 70 بالمئة من الكرة الأرضية 97 بالمئة منها عبارة عن مياه البحار والمحيطات و 3 منها فقط صالح للشرب ،فنقص المياه له تأثير سلبي على الزراعة مثلا ولعل أكبر دليل على نقص المياه هو ما تعرفه القارة الإفريقية هذا ما جاء به المختص في الري والأستاذ الجامعي نمديلي علي أثناء مداخلته كما أن لنذرة المياه ونوعيتها عواقب وخيمة على البشر لما تسبّبه من أمراض على رأسها الكوليرا ،الإسهال فحسب أرقام عن المنظمة العالمية للصحة فإنه كل 8 ثواني يموت شخص بسبب نوعية المياه و يتعرض 450 شخص للوفاة بسبب أمراض المياه كل 60 دقيقة عبر العالم و3400.000 إنسان يموت بسبب المياه الملوثة نصفهم من الأطفال ما دون 5 سنوات ،من جهة أخرى فالاحتباس الحراري يساهم في انتشار ظاهرة الجفاف،وكذا ارتفاع مستوى مياه البحار من جهة أخرى فقد تحدث الأستاذ الجامعي عن أنواع التلوث من بينها التلوث الصناعي و الزراعي الذي يكون عن طريق الأسمدة المستعملة التي تحوي مواد كيماوية خطيرة فالأمن الغذائي الذي يعتبر من حق كل إنسان في خطر والحلول تكمن في الاقتصاد في استهلاك المياه و القضاء على التسربات ومعالجة المياه القذرة لاستعمالها في مجال الزراعة . 73 محطة على المستوى الوطني لتصفية المياه المستعملة تستعمل منها 75 مليون متر مكعب ألقى مدير المصالح الفلاحية لوهران محاضرة حول برنامج اقتصاد المياه بولاية وهران مذكرا بوجود نقص في البنى التحتية جراء التسربات لكن رغم ذلك هناك بعض التطور فقد بلغت المساحات المسقية سنة 2000 ،350.000 هكتار لتبلغ 981.000 هكتار سنة 2010 كلّ ذلك بفضل المجهودات المبذولة لتطوير السقي مشيرا إلا انه حاليا يتم سقي 5 بالمئة من المساحات الزراعية وأن الهدف هو الوصول لسقي مساحة 500.000 هكتار في آفاق 2015 و هو الشيء الذي لا يمكن تحقيقه الّا بتبني طرق سقي اقتصادية للماء و استخدام مياه مستعملة بعد معالجتها. كما أبرزت ممثلة عن الحوض الهيدروغرافي الشط الشرقي أهم نشاطاته ودوره في اقتصاد المياه هذا الحوض 5 ولايات و تقدر الموارد المائية المعبئة 1.576 هكتار متر مكعب و المساحات القابلة للسقي تقدر ب159.810 هكتار كما اتفقت المتدخلة مع باقي زملائها المختصين في الري على ضرورة استعمال المياه القذرة المصفاة خاصة منها الموجودة خارج المدن الكبرى لا سيّما في مجال الزراعة . وهران استفادت من 5 محطات لتحلية مياه البحر منذ 2004 استفادت وهران من عدة منشآت قاعدية لمحطات تحلية مياه البحر تمثلت في 5 محطات هي :"بريديعة "ببوتليليس تم إنشاؤها في 2004 ،"تافنة" بتموشنت محطة "بوسفر" بطاقة 5000متر مكعب يوميا ،"كهرما"في 2006 بحجم 60.000 متر مكعب، ومحطة التحلية ل"المقطع" التي هي في طريق الانجاز والتي ستوفر 500.000 متر مكعب منها 250.000 متر ستوجه لوهران. وفي مداخلة ألقاها الدكتور دحاريب من مديرية الصحة سلط فيها الضوء على الأمراض التي تسببها المياه الملوثة مشيرا إلى انه في العالم يموت حوالي 33 مليون إنسان بسبب أمراض المياه وعلى رأسها مرض التفوئيد والإسهال والتهاب الكبد الفيروسي نصفهم من الأطفال وفي الجزائر نسبة وفيات الأطفال جراء الإسهال هو 26 من بين 1000 طفل ف 90 بالمئة من الاسهالات في العالم سببها المياه.وقد تم اختتام الملتقى بمناقشات بين مختلف الفاعلين في المجال.