أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، مساء اليوم الثلاثاء بالبليدة رفض الجزائر عودة الخطاب التطرفي الداعي إلى بث الكراهية و اليأس في نفوس الشباب مما يدفعهم إلى الهروب من وطنهم. وأوضح الوزير في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف "أن الجزائر لن ترضى بعودة الطائفية التي تقسم المسلمين إلى مستويين و بأنها استبدلته بالخطاب المستمد من سيرة رسولنا الكريم الداعي إلى التسامح و المحبة بين المسلمين." وفي هذا السياق أكد السيد عيسى أن "عدد من الأطراف الخارجية تسعى للتشويش على الجزائر من خلال محاولة إدخال أفكار متطرفة تسببت في تقسيم دول قريبة تعيش الآن على وقع التفجيرات و القتل وهو الأمر الذي يرفضه الشعب الجزائري المحب لوحدة وطنه." وأضاف الوزير أن "الجزائريين لا طالما عاشوا إخوة لا يفرقون بين صوفي و وهابي وإنما مسلمون يؤمنون بالله و رسوله و هو الأمر الذي علمه لنا أجدادنا و سنعلمه للأجيال القادمة". ويرى وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أن أفضل طريقة لمحاربة هذه الحركات التطرفية هو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يشكل فرصة لاستحضار قيم ومبادئ رسول الله (ص) مشيرا إلى أن ارتباط ومحبة الجزائريين برسولهم لا يحتاج إلى فتوى. وفي هذا السياق دعا السيد عيسى أئمة المساجد إلى اغتنام هذه المناسبة الدينية إلى تلقين سيرة رسول الله الداعية إلى المحبة و السلام بعيدا عن التشدد الداعي إلى الكراهية و التفرقة مشيرا إلى أن جميع المساجد و الزوايا و المدارس القرآنية عبر الوطن ستحتفل بالمولد النبوي الشريف. يذكر أن وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أشرف مساء اليوم على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في حفل نظم على مستوى مقر الولاية حيث كرم الفائزين في مسابقة المولد النبوي الشريف على رأسهم أصغر حافظ لكتاب الله ذو التسع سنوات إسلام بن بارة الذي أهداه الوزير عمرة رفقة والديه. وبالمناسبة قام السيد عيسى أيضا بزيارة مركز إيواء مرضى السرطان "الإحسان" وهي الالتفاتة التي قوبلت بفرحة كبيرة من طرف المقيمات بالدار وهذا رغم مرضهن حيث حرصن على إحياء هذه المناسبة الدينية في جو عائلي. كما اغتنم الوزير المناسبة لتقديم مساعدة مالية لهذه الدار التي تتكفل بإيواء المصابين بداء السرطان القادمين من مختلف ولايات الوطن وهذا طيلة إقامتهم بالولاية لتلقي العلاج.