تعمل الجزائر التي تحتفل اليوم السبت بالذكرى ال47 لتأميم المحروقات، على إنجاح مسارها الرامي للقيام بتحول طاقوي، من خلال تطوير المزيد من الطاقات الأحفورية وترقية الطاقات المتجددة لتنويع المصادر الطاقوية في البلاد. وفي هذا الإطار، تم إطلاق التفكير بخصوص مراجعة قانون المحروقات أخذا بعين الاعتبار المتغيرات التي يعرفها السوق الطاقوي العالمي بغرض استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمؤسسات التي تملك تكنولوجيات حديثة في هذا القطاع. وفضلا عن الاحتياطيات المؤكدة من الموارد الخام، فإنه يجري أيضا العمل على تحيين الدراسات المتعلقة بحجم الموارد المحتملة من المحروقات وبرفع نسبة الاسترجاع في الحقول قيد الاستغلال. كما تتضمن الشروع في استغلال حقول غازية جديدة للرفع من القدرات الإنتاجية الفعلية لسوناطراك التي صدرت العام الماضي 54 مليار متر مكعب (م3) من الغاز الطبيعي نحو أوروبا وتطمح لتجاوز 57 مليار م3 العام الجاري 2018. من جهة أخرى، ترمي الإستراتيجية الجديدة للمجمع الوطني إلى تنويع الموارد الطاقوية من خلال اقتحام مجالات جديدة مثل الغاز الصخري وتطوير الحقول البحرية. كما تعمل سوناطراك على تعزيز نشاطها في الخارج علما بأنها حاضرة حاليا في عدة دول على غرار ليبيا والنيجر و البيرو. وعلى صعيد آخري يقوم المجمع ببذل جهود إضافية لتطوير صناعته في مجال البتروكيمياء وبالأخص تكرير النفط من خلال إعادة تأهيل مصفاة سيدي رزين (العاصمة) وإنجاز مصفاتين جديدتين في كل من حاسي مسعود و تيارت. الطاقات المتجددة: أولوية لتنويع مصادر الطاقة و يرتقب البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة الذي وضعته الحكومة في مصف الأولوية الوطنية من أجل المحافظة على الطاقات الأحفورية و تمديد الاستقلال الطاقوي للبلاد و تنويع مصادر الكهرباء، إنتاج 22 ألف ميغاواط من الكهرباء من المصادر المتجددة من الآن إلى غاية 2030 موجهة للسوق الداخلية إلى جانب إنتاج 10 الاف ميغاواط أخرى موجهة للتصدير. و ستكون مشاريع الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح التي ستنشر على نطاق واسع ، مرفقة بمشاريع إنتاج الطاقة من مصادر الطاقة الشمسية و الحرارية على المدى المتوسط ي فضلا عن دمج الطاقة المشتركة والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تشكل الطاقة المنتجة من المصادر المتجددة 27 في المئة من الإنتاج الإجمالي للكهرباء في 2030 ومضاعفة القدرة الحالية للحضيرة الوطنية لتوليد الكهرباء. كما أن هذا الهدف سيقلل بنسبة أكثر من 9 في المئة من استهلاك الطاقة الأحفورية في أفاق 2030 و توفير 240 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي و هو ما يمثل 63 مليار دولار على مدى 20 عاما. وحتى الآن، أنتج القطاع 400 ميغاواط من الطاقة المتجددة من خلال محطة توليد الطاقة الهجينة في حاسي الرمل (100 ميغاواط) والمحطة النموذجية للطاقة الشمسية الواقعة بغرداية (1ر1 ميغاواط) و التي تضاف إليها 22 محطة للطاقة الشمسية بقدرة 343 ميغاواط عبر 14 ولاية، منها 270 ميغاواط دخلت حيز الخدمة. و من جهة أخرى، فإنه من المزمع إطلاق مناقصة وطنية ودولية في 2018 لإنتاج 4000 ميغاواط من الكهرباء بالاعتماد على مصادر الطاقات المتجددة مع دفتر أعباء يلزم المستثمرين المحليين والأجانب بإنتاج وضمان التركيب المحلي للمعدات الصناعية لإنتاج وتوزيع الطاقات المتجددة، ولا سيما الألواح الشمسية .