تواصل الجزائر التي تحتفل بالذكرى 46 لتأميم المحروقات الاستثمار في الطاقات الأحفورية بالموازاة مع إطلاقها لبرنامج واسع لتطوير الطاقات المتجددة لتنويع العرض الوطني و لإنجاح انتقالها الطاقوي. و من المرتقب أن يعرف إنتاج النفط منحنى تصاعديا في الخمس سنوات المقبلة ليبلغ 75 مليون طن في 2017 و 2018 و 77 مليون طن في 2019 قبل أن ينتقل إلى حوالي 82 مليون طن في 2020. و لهذا تخصص سوناطراك بين 2015 و 2021 استثمارات تفوق 9 مليار سنويا في مشاريع الاستكشاف و الاستغلال و التي ظهرت نتائجها الأولى ابتداء من 2016 بارتفاع في الإنتاج بعد سنوات من الانخفاض. و انتقل الإنتاج الابتدائي من المحروقات من 191 مليون طن مكافئ نفط في 2015 إلى 196 مليون طن مكافئ نفط السنة الماضية فيما بلغت الكميات المسوقة 163 مليون طن مكافئ نفط منها 108 مليون موجهة للتصدير و 55 مليون طن مكافئ نفط لسد احتياجات السوق الوطنية. و فيما يخص الغاز الطبيعي من المرتقب أن يبلغ الإنتاج الوطني 141,3 مليار متر مكعب في 2017 ثم 144 مليار متر مكعب في 2018 و 150 مليار متر مكعب في 2019 قبل بلوغ 165 مليار متر مكعب في 2020. و زيادة على النشاط المنبع يعيد المجمع البترولي الوطني تموقعه في نشاط المصب وهذا بعدة مشاريع لتكرير النفط و البتروكيمياء. و أطلقت سوناطراك في ميدان تكرير النفط برنامجا لإنجاز 4 محطات تكرير بقدرة 5 مليون طن لكل واحدة هذا بحاسي مسعود و تيارت و سكيكدة و أرزيو. و من أجل تثمين المواد المنتجة في محطة سكيكدة تم إطلاق مشروعين آخرين هما مصنع تكسير الفيول بقدرة 4,5 مليون طن لإنتاج المازوت و كذا مصانع النافطا بقدرة إجمالية قدرها 3,4 مليون طن لإنتاج البنزين. و في ميدان البتروكيمياء تخوض حاليا سوناطراك مشاورات مع العديد من الشركاء الأجانب التكنولوجيين لإقامة 5 مشاريع بتروكيماوية بالشراكة. و يتعلق الأمر بمجمع الإيتان و الغاز الطبيعي المميع بواحد مليون طن من الإتيلان و مشروع مجمع بي دي أش بي بي بقدرة 600.000 طن و مشروع الميتانول و مشتقاته بقدرة واحد (1) مليون طن. ويتعلق المشروعان الآخران بمركب المطاط الاصطناعي وكذا مشروع مركب إطارات السيارات ذو قدرة إنتاجية ب 5 ملايين وحدة. وأطلق المجمع أيضا في مجال البتروكيمياء ثلاثة مشاريع بتمويل ذاتي ويتعلق الأول بمشروع إعادة تأهيل وحدة إنتاج الاثيلين لمجمع البتروكيمياء سكيكدة لإنتاج 120.000 طن/سنويا من هذه المادة. ويتعلق الأمر أيضا بانجاز مركب لإنتاج الميثيل ثالثي بوتيل الايثر بطاقة إنتاج 200.000 طن/سنويا وكذا بمركب الالكايل بنزين الخطي بطاقة إنتاج 100.000 طن/سنويا. ويهدف البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة-الذي وضعته الحكومة كأولوية وطنية للحفاظ على الموارد الباطنية و استدامة الاستقلال الطاقوي للبلاد وتنويع مصادر إنتاج الكهرباء- الوصول في آفاق 2030 إلى إنتاج 22.000 ميغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة موجهة إلى السوق المحلية بالإضافة إلى 10.000 ميغاواط إضافية للتصدير. وسيرافق نشر الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح على نطاق واسع, في المدى المتوسط بإنتاج الطاقة الحرارية الشمسية وكذا دمج التوليد المشترك للطاقة والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية. وبهذا, فمن المتوقع أن تصل نسبة الطاقة ذات المصادر المتجددة 27 بالمائة من الإنتاج الكلي للكهرباء في آفاق 2030 وضعف الطاقة الحالية للحظيرة الوطنية لإنتاج الكهرباء. وسيمكن تحقيق هذا الهدف من تقليص استهلاك الطاقة الاحفورية بأكثر من 9 بالمائة في آفاق 2030 واقتصاد 240 مليار متر3 من الغاز الطبيعي أي ما يعادل 63 مليار دولار خلال 20 سنة. وأنجز القطاع إلى حد الآن 400 ميغاواط انطلاقا من الطاقات المتجددة عبر المحطة المركزية للكهرباء الهجينة لحاسي رمل (100 ميغاواط) والمحطة الشمسية النموذجية لغرداية (1 ر1 ميغاواط) حيث تضاف إليها 22 محطة كهرباء شمسية بطاقة 343 ميغاواط عبر 14 ولاية منها 270 ميغاواط هي بالفعل في الخدمة و73 ميغاواط من المتوقع أن تدخل في الخدمة نهاية يناير 2017 . وسيتم أيضا إطلاق مناقصة وطنية ودولية خلال السنة الجارية لإنتاج 4.000 ميغاواط من الكهرباء من مصادر متجددة مع دفتر شروط يجبر المستثمرين الوطنيين والأجانب على إنتاج وضمان التركيب المحلي للأجهزة الصناعية لإنتاج وتوزيع الطاقات المتجددة سيما ألواح الطاقة الكهروضوئية.