أشادت شخصيات يوم السبت بالجزائر العاصمة بوطنية و نزاهة و مثابرة الفقيد المجاهد و الصحفي و السياسي و الدبلوماسي رضا مالك الذي وافته المنية في 29 يوليو 2017. في هذا الصدد اكد رئيس سلطة ضبط لسمعي البصري زواوي بن حمادي خلال التكريم الذي نظمه منتدى صحيفة المجاهد لرئيس الحكومة الاسبق و المجاهد في اطار الاحتفال بيوم النصر (19 مارس) ان "رضا مالك كان الاسم الاخر للنزاهة التي تعد خصلته الاساسية حيث كان الاول الذي يعترف بأخطائه". و اضاف ذات المتحدث الذي احتك بالراحل عن قرب لمدة اربعة عقود ان هذا الاخير اعطاه "الضوء الاخضر" للإشراف على تحرير صحيفة الجزائر أكتوياليتي لما كان وزيرا للإعلام و ذلك على الرغم من الظرف الخاص لتلك الفترة (نهاية ال70). اما الدبلوماسي الاسبق عبد العزيز رحابي فقد اكد ان الفقيد "اسهم في تكوين هوية و قاعدة معيارية للدبلوماسية الجزائرية" معتبرا هذه المسالة "مرجعا اساسيا". و يتذكر الاطار السابق في المديرية العامة للأمن الوطني عيسى قاسمي بان الراحل وبمجرد تعيينه على راس الحكومة قام في سبتمبر 1993 بعقد اجتماع بمقر هذه المؤسسة في اطار الوضع الامني في تلك الحقبة و قال لهم: "اعرف انكم انتم ايضا تطرحون اسئلة". و تابع قوله انه "في ذلك الاجتماع قال جملته الشهيرة +يجب على الخوف ان يغير معسكره+ و اننا احسسنا بان الدولة موجودة و ان النصر قريب". و يعتبر رضا مالك المولود بباتنة احد الاعضاء المؤسسين للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في سنة 1955 و في الفترة الممتدة من 1957 الى 1962 شغل مهام مدير صحيفة المجاهد, اسبوعية جبهة التحرير الوطني كما تولى منصب الناطق باسم الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان (1961-1962). و عند اعلان الاستقلال في 1962 تم تعيينه سفيرا بيوغوسلافيا و في فرنسا سنة 1965 ثم في الاتحاد السوفييتي سنة 1970 و في سنة 1977 شغل منصب وزير الاعلام و الثقافة قبل ان يعين مجددا سفيرا بالولايات المتحدة سنة 1979 ثم في بريطانيا سنة 1982. كما عين في شهر ابريل 1992 رئيسا للمجلس الوطني الاستشاري ثم في يوليو من نفس السنة كعضو خامس في المجلس الاعلى للدولة و في فبراير 1993 عين وزيرا للشؤون الخارجية ثم رئيسا للحكومة في اغسطس 1993 الى غاية ابريل 1994 كما انتخب في سنة 1995 رئيسا لحزب "التحالف الوطني الجمهوري". و قام رضا مالك من جانب اخر بتاليف عديد الاعمال منها "تقاليد و ثورة" و "الرهان الحقيقي, رهان الحداثة في الجزائر و في الاسلام " و "الجزائر في إيفيان" و كذلك "تاريخ المفاوضات السرية (1956/1962)".